نظم ‘‘ميثاق لحراطين‘‘ مساء أمس مسيرة راجلة ؛ كان وهج الشمس و حرارتها
يضايقان أنصارها من الحضور ؛ و هناك عامل منفر آخر غفل عنه المنظمون عن
تداركه ؛ كان أكبر منفر و أشرس مثبط في حشد المسيرة ؛ ألا وهو بعد مكان
الإنطلاق من مكان الوصول.
و ما يهمّنا في هذه العجالة هو تسليط الضوء على نتائج الميثاق في كيفه من
هذه المسيرة ؛ فقد تداول على منصة الكلمة بادئ ذي بادء أصحاب المبادرة ؛ و
قد إختصروا و اوجزوا ؛ و حرصوا في مداخلاتهم على عرض المطالب و ذكر
المقاصد من المسيرة .
لكن أغرب ما وقع بعد ذالك هو تحوّل خطاب المنصّة من مثمن للميثاق و
متضامن مع مطالبه المشروعة ؛ إلى مكان خصب يرعى فيه كلّ من يريد أن
يروّج حزبه أو منظمته المدنية.
بل إنّ بعض الوجهاء التقليديين إنتهز أيضا الموقف فشارك في المسيرة ؛ و
بعضهم الآخر إعتلى المنصة ليأخذ حصّته المجانية من الترويج.
كانت لخطف الميثاق أثر بارز في نفوس المشاركين؛ فعوام المشاركين من
دهماء إلتبس عليهم الأمر و إنفضت المسيرة ؛ و هو لا يعرفون من هم أصحابها
؟ و ماذا يريدون؟.
فمن قائل إنّ المسيرة من صنع المفتاح ؛ و الدليل على ذالك أنّ رئيسها و أمينها
العام من هذا الحزب ؛ و كذالك ما لقيّته كلمة ممثل المفتاح من وقت و حماس .
و من قائل بل هم تواصل ودليله وجود مريم دافيد و حثّها على العلم و التعلم.
و من قائل المسيرة كانت منظمة من طرف ‘‘ إرواية كيفه ‘‘ منسقها حاضر و
شارك في التعبئة لها ؛ و كان يوزع القصاصات اللتي تطالب بالماء.
و هناك صوت خافت يقول ‘‘ إيرا ‘‘ كانت وراء القوم و تختفي عن الأنظار ؛ و بذكاء
كانت الحاضر الغائب.
و مهما قيل عن المحرك الحقيقي للمسيرة ؛ فإنّه من المجمع عليه أنّ النصب و
التعب و الإشراف يرجع فضله قطعا للميثاق في كيفه.
لكنّه بالمقابل فإنّه من المؤكد أنّ رصيد مسيرتهم قد أختطف ؛ و أنّ أحد الأحزاب
أو الجمعيات المدنية أو أحد الوجهاء ؛ أو كلّهم هو من أخذ هذا الرصيد و هرب به.