مشكل لحراطين في غياب إرادة الدولة
لماذا يلجأ لحراطين إلى الغرب؟
من جديد يعود الحديث عن قضية العبودية وواقع شريحة لحراطين ومستقبل الوحدة الوطنية. على إثر واقعة منع الوفد الآمريكي من دخول العاصمة..وردود الأفعال التي أثارتها..
ومع ان المهتمين والمتابعين للشأن السياسي ذهبوا مذاهب شتى في تفسيرهم او تبريرهم لما حدث.. سواء تعلق الأمر بالمحللين الصحفيين
او الفسابكة البسطاء.. او المتحاورين في مجموعات الواتساب.إلا ان الأمر يستدعي منا التساؤل والبحث عن أبعاد وخفايا زيارة الوفد ومنعه من الدخول ومن ثم تباين المواقف بهذا الشان
ولندع جانبا نظرية المؤامرة التي لا تزال -للأسف الشديد-تسيطر على تفكير وطرح الكثير من المثقفين العرب وخاصة الموريتانيين.. كلما تعلق الأمر بقضايا سياسية إجتماعية حساسة…فيبدأ الحديث حول التخوين والتواطئ مع الأجنبي لزعزعة الأمن-على أن سذاجتي‘تدفعني إلى التساؤل أحيانا ما الذي ستجنيه‘آمريكاأوأية دولة أجنبية من زعزعة أمن بلد كموريتانيا.. زد على ذلك أن المجتمع الدولي أصبح قرية واحدة. تتفاعل ساكنتها وتتشارك في كافة أنماط حياتها دون المساس بالخصوصية والهوية… كما أن الدولة تخاطب منظمات المجتمع الدولي وتتبادل معها البعثات والمشاورات حول تشخيص القضايا الاجتماعية ومحاولة إحتوائها.. وتعتمد في برامجها على التمويل الخارجي. في المقام الأول.
إن السبب الرئيسي للجوء بعض المنظمات الحقوقية المحلية. إلى جهات دولية حكومية وغير حكومة-على شرعيته-يعود في الأساس إلى فقدان الثقة مطلقا في الدولة الموريتانية من جهة.. والنخبة المثقفة والسياسة من جهة أخرى.. بشأن تعاطيهما مع قضايا الوحدة الوطنية والعبودية وآثارهإ…. فلقد ظلت الدولة عاجزة عن تجسيد إرادة سياسية صادقة عبر إستراتيجية أوإجراءات واقعية ملموسة تكرس العدالة الاجتماعية للحراطين الذين لازالوا يعيشون ابشع مظاهر الحرمان والإقصاء والجهل والفقر‘كما أن النخبة المثقفة من البيظان لما تتملك بعدالجرأةعلى الحديث بموضوعية حول القضية حتى في وسائط التواصل الإجتماعي فيسبوك وواتساب لايزال الواحد يتوجس خيفة من الحديث بهذا الشأن هذا فضلا عن غياب شبه تام عن طليعة المنظمات والأحزاب التي عرفت تاريخيا بتقديمها. لقضية العبودية والحراطين ضمن خطابها السياسي الحرالعمل من أجل التغييرونجدة‘العبيدو التحالف وإيرا والمستقبل إلخ إلا من رحم ربك من الذين يكتبون على إستحياء أحيانا. أو بعض المغتربين.. وهنا أرفع القبعة للأخ أحمد وديعة الذي تميز محليا بهذا الخصوص ونال نصيبه من التخوين والوصف بالعمالة…….. : إن الخطوات التي قطعتها الدولة في سبيل تسوية الإرث الإنساني الثقيل الذي تركه ول الطائع.إثر إعدام بعض الجنود الموريتانيين الزنوج عقب محاولة إنقلابية فاشلة-حسب الرواية -لم تكن لتتأتى لولا تدويل القضية أصلا ودخول أطراف. خارجية على الخط من خلال نضال قيادات افلام في الخارج طيلة عقود.. والتي سرعان ما رجعت إلى الوطن بعد الإنفتاح الديمقراطي-هذا فضلا عن جهود بعض الحركات السياسية والأحزاب المحلية التي ظلت تشيطن وتشوه صورتها لدى المجتمع الموريتانيرغم أن الزمن أوضح نبل رسالتها وسلامة طرحها
ولا شك أن أغلب قيادات افلام موجود اليوم في مختلف اطياف السياسةأغلبية ومعارضة .
لقد ظلت نخبة قليلة من‘شريحة لحراطين تدافع عن قضيتها تناضل من أجل تحقيق العدالة متحملة في ذالك السجن والتخوين وإزدراء المجتمع ولم تلجأ يوما لجهات اجنبية بل إستمرت على خلاف نهجها في سلمية تامة.. غيرأن ذلك لم يشفع لها حتى الآن ولم تجني منه سوى بعض المجاملات تجاه شخص الزعيم مسعود. والتي تعتبر الدعوات المتزايدة لإستقباله آخر مظهر من مظاهرها مع أن الزعيم يستحق على الشعب الموريتاني اكثر والواقع أن المنظمات الحقوقية الساعية لتغيير واقع لحراطين لم يعد أمامها خيار غير تدويل القضية والإستعانة بالمجتمع الدولي فالدولة العميقة تقف حجر عثرة في وجه أي تغيير للمنظومة الإجتماعية التقليدية إذلاتزال زعامات القبيلة تحتكرالمناصب والإمتيازات ولايزال الإبن يرث عن والده صفقة مشروع معين.
وحتى لا أطيل فسأستعرض هنا بعض النقاط التي قد تعزز شيئا مما. ذهبت إليه سابقا:
فحين كتب الساموري ولد بي رسالته المعروفة إلى بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة سابقا وسرد فيها واقع الحراطين المزري وكيف إن الدولة لاتزال فاقدة للنية الصادقة إستدعاه الجنرال محمد ولد عبد العزيز آنذاك في بدايةً حكمه عقب الإنقلاب صحبة بعض الضباط وإستفسره عن الدافع الذي حمله لكتابة رسالة تلك وبعد شرح النقيب الساموري لموقفه وعده عزيز بأنه سينظم مشاورات مفتوحة حول القضية لاحقا وهو مالم يحدث حتى اللحظة-وقد صرح السيد الساموري بذلك كله في مقابلة أجراها معه وديعة في المرابطون في موضوع آخر سبق وان أعلنت وكالة التضامن إستراتيجية خاصة تتلخص في ما يقارب 24بندا تسعى من خلالها لمحاربة الفقر في صفوف شريحة لحراطين وتحسين ظروف التعليم والنفاذ للملكية.. غير أن الغريب في الأمر أن أي أحد لا يعرف شيئا عن تلك الإستراتجية. نتيجة لتعتيم السلطات عليها… مكتفية بتنظيم رحلات لمناطق آدوابة وبناء مدارس لا أعتقد أن بها معلمين
مؤخرا أسس الأستاذ الكبير إبراهيم ول بلال هيأة الساحل والتي حددت برنامجا طموحا يمكن الإعتماد عليه بهذا الشأن وكان على الجهات المختصة دعم الهيئة والتشاور معها كما كان يبغى لرجال الأعمال إذا كانت لهم غيرة على الوطن دعمها خاصة في توفيرالتعليم للمهمشين والفقراء…. غير أن تدوينة للأستاذ إبراهيم توضح بجلاء أن شيئا من ذلك لم يحدث على أن المضايقات التي يتعرض لها النقيب الساموري مؤخرا يمكن أن تفهم في هذا الإطار حيث أن الرجل كان ينويتحريك ملف آثار العبودية من جديد . لا يهمني ما إذا كان جيسي جاكسون اوإبنه الذي يقال إنه كان على رئاسة الوفد.. مسيحيا او مسلما. فمارتن لوثر كينج ومالكوم إكس ومانديلا.. وحتى 2pak والعداء الجمايكي الشاب يوسين بولت. الذي يقول ” نحن ابناء الألم ” فكل هؤلاء بالنسبة لي مثال وقدوة في التحرر والإنعتاق من العبودية وآثارها ومن الإقطاعية وظلمها-على إختلاف الأديان-تماما مثلما ان ماركس و كاسترو واتشيغيفارا وجمال عبد الناصر وتوما سانكارا… هم ايضا امثلة للبعض والبعض الآخر في النضال والتحرر….. لكنني على يقين من أن سياسة النعامة التي تتجاهل الخطر مطأطئة رأسها في التراب. لا تبني الدول. كما ان نظرية المؤامرة ليست اسلوبا محببا لدي.. وكما يقول المثل الشعبي الماصرك ماتخلعو الكصاصة
حفظ الله مورتانيا
الأستاذ:محمد ولد الفالي-ثانوية الإمتياز -انواذيب