حظر المنظمات المدنية….؟
أنا على يقين من أنك تقدس الديمقراطية وكل ما هو متعلق بها من دعوات كدعوات الشفافية والمشاركة في الحكم والرقابة على الحكومة والحقوق والحريات، وغيرها، ولكن..
ما رأيك في أن الحقيقة غير ما تعتقده من جمال وعفاف في هذه الديمقراطية وأهلها ؟
ما رأيك في أن الأمة الإسلامية بدأت تفهم مخاطر اللعبة الديمقراطية وأشواكها المؤذية المستجلبة من مستنقع الإلحاد والضلال (إلحاد الفلاسفة الكفار وضلال اليهود والنصارى).
اسمح لي أن أنقلك في جولة سريعة في هذا البحث الذي قام به احد الدكاترة اليمنيين المحترمين، لنكتشف فيه حقيقة المنظمات الحقوقية والنصارى واليهود الذين يرتمي في أحضانهم أكثر المسلمين اليوم !
ولعلك سمعت بالزيارة التي قام بها وفد من الخارجية الأمريكية مع بعض المنظمات الدولية لأحد زعماء المنظمات المحليين في منزله في دار الجحيم، أقصد دار النعيم !
فما الذي يفعله هؤلاء عنده ؟ وفد من أكبر بلد في العالم في منزل مسلم كادح يعيش في أفقر دولة في العالم ؟
ما علاقة وزير الخارجية الأمريكي بهذا الحقوقي حتى يخصص له من وقته الثمين ويكرمه في البيت الأبيض أو الكونغرس ؟ !
كيف سمحت الدولة بهذه الزيارة (أغشت 2017) ! وفُرض على الدولة رعاية أصحابها وربما إكرامهم ؟ مع العلم أن الحقوقي المذكور أحد خصومها المبغوضين من طرفها، بل كان تردد قبل هذه الزيارة أن النظام كان يخطط لسجنه !
فهل يجرؤ النظام بعد اهتمام وزارة الخارجية الأمريكية كلها ومنظمات الأمم المتحدة المتجبرة وخفافيشها على رفع اصبعه في وجه هذا الحقوقي المدعوم ؟
ستدرك في هذا البحث لماذا وكيف وصلت الدولة إلى هذه الدرجة من الذل والهوان، ووصلنا نحن إلى درجة اتباع النصارى والتوكل عليهم والثقة فيهم رغم عداوتهم ودسائسهم المعلنة والخفية !
إسقاط هيبة الدول من داخلها !
بعد سقوط الإتحاد السوفيتي خلا الجو للوحش المخمور “أمريكا”، فنشأ النظام العالمي الجديد world order وتعني كلمة order ترتيب ووصفة مسبقة جاهزة تفرض على دول العالم كلها.
ففي النظام العالمي الجديد أصبح العالم كله قرية واحدة بلا حدود، تحكمها أمريكا من خلال مجلس الأمن وتتدخل في شؤونها بصفاقة (وهو تجسيد فكرة العولمة التي درسنا في المدارس والجامعات بدل كتاب الله وسنة رسوله على القائمين على أنظمتنا التعليمية من الله ما يستحقون) !
قرية الآمر الوحيد فيها هو من يحرك أمريكا، والجيش القوي الوحيد فيها هو جيشها، والثقافة الوحيدة ثقافها ، ثقافة الرقص Dance والتحرر من الأخلاق والإلحاد، وانظر كيف يحاربون تطرف المسلمين المزعوم بنشر الرقص من خلال أفلامهم وقنواتهم وأوامرهم للحكومات !
وإذا أردت أن تتبين قبح تلك الثقافة العفنة االمبنية على الرقص ، والتي يريدون أن تكون عالمية بل كونية كما في أفلامهم، فشاهد مشهد رقص الشجرة الصغيرة البريئة في بداية الجزء الثاني من فيلم “حراس المجرة” التافه (حتى المخلوقات الكونية في أساطيرهم الباردة جعلوها أمريكية !).
إذن الدول في ظل النظام الجديد عبارة عن كيانات رمزية ضعيفة عاجزة تتحكم فيها الأيادي الخفية التي تحرك أمريكا !
وبما أن الدولة عائق في وجه هذه الإمبريالية الجديدة فيجب التقليص من نفوذها إلى أن يصبح معدوما حتى ترضخ للإملاءات المفروضة عليها ولا تعترض على شيء منها !
ولك أن تعجب من سماح دولتنا لهؤلاء بزيارة هذا الحقوقي رغم أنفها ، وذل عزيزها أمامهم !
ولك أن تعجب أيضا من اتصال محامي السيناتور المسجون بسفارة ألمانيا التي يفترض فيها – وفي سفارة أمريكا قبلها – ان تكون بمنأى عن التدخل في شؤون البلد الداخلية لأنه بلد له سيادته كما هو مفترض !
وها هي باربيل كوفلر مندوبة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية تعلن أن توقيف عضو مجلس الشيوخ الموريتاني من طرف الدولة أمر مقلق. وتتحدث بلسان المحاسب عن عدم سماح الدولة لأسرته أو محاميه بالاتصال به، وعن القلق الذي يساورها إزاء القيود المفروضة على حرية التجمع والتعبير، والتدهور العام في حقوق الانسان في موريتانيا !
فما دخل هذه وأمثالها في شؤوننا الخاصة ؟ وإذا كانت هذه هي وجهة نظر الحكومة الألمانية فما سر استمرار وجود سفارتها في بلدنا وهي تضرب بعرض الحائط وجود الدولة ! وقل المثل عن سفارة أمريكا وفرنسا وغيرها من سفارات القوم ! وقارن بينها وبين سفارات الدول الضعيفة المسالمة كمالي والنيجر، هل سمعت يوما ان إحدى هذه السفارات أعلنت قلقها من مستوى تدهور الحقوق وظلم الدولة ؟
يا أخي إلى متى يظل هؤلاء يبتزون دولتنا ويرهبونها ويضغطون عليها وهي ساكتة قابلة لذلك ؟
وفي إطار التقليص من نفوذ الدولة ساعدتهم بعض الأمور الطبيعية، ودبروا أمورا أخرى، فمما ساعدهم من الأمور الطبيعية :
فقد الدولة لرقابتها على الخبر، وهي رقابة مهمة بالنسبة لإستقرارها، حيث أصبحت المعلومة اليوم بفضل الوسائل التقنية – التي لا نعرف هل هي رحمة ام لعنة – تنتشر رغما عنها !
أما الأمور المدبرة فمنها :
زرع ورعاية ما يسمى بالمنظمات المدنية المحلية، وقد سُئل نائب وزيرة الخارجية الأمريكية : كيف استطعتم تجييش كل هذه المنظمات المدنية ضد دولها ؟ فأجاب بجملتين فقط : “أصحابها عبارة عن عاطلين عن العمل يبحثون عن الشهرة” !
نعم، لقد أعطوهم الشهرة الشيطانية حتى ظن بعضهم أنه فوق العلماء وأصبح ينتقدهم !
اختارت الماسونية أناسا ضاقت بهم السبل حتى فكروا في بناء كيانات وهمية يقتاتون بواسطتها، ولولا رعاية اليهود والنصارى والحكام الذين يخدعون أنفسهم بوهم الديمقراطية التي يكرهون من أعماق قلوبهم، لأغلق أغلبهم دكانه المغبر وتحول إلى بيع النعناع في الشارع لأن من ضروريات هذه المهنة – التي ملخص تعريفها أن “الدولة بلا فائدة لشعبها إلى درجة تطلب الأمر وجود مثل هؤلاء لمراقبتها” أن يصرف الواحد منهم من جيبه على المواطنين، وجيوبهم فارغة إلا من مصادر الدخل المشبوهة التي لا ينفقون منها فلسا واحدا في الخير، والتي لا يعرف احد حقيقتها حتى أقرب المقربين منهم، والتي كانت السبب في كثير من الخلافات بين قادتهم وأتباعهم الذين تقطعت نعالهم هربا من سياط الشرطة دفاعا عن مبادئ قادتهم الأشحاء (وهذا صرح به بعض المنسحبين من بعض هذه المنظمات الحقوقية) !
أيضا من وسائل تقوية هذه المنظمات المدنية المحلية : دعمها من طرف المنظمات الدولية، حيث تقول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في عام 2010 في إطار التحدث عن القيادة من خلال القوة المدنية (لاحظ التسمية : القوة المدنية) أن على أمريكا التقليص من قوتها العسكرية المستخدمة لبسط نفوذها لأنها ملكفة ماديا وبدنيا ومعنويا، وتعرض أكذوبة رعاية أمريكا للسلام والديمقراطية ونبذ العنف والإرهاب، للخطر ! وهو ما حدث عندما فضح مقتل مليون عراقي سلمية أمريكا، وفضحتهم الممارسات الأخرى كالبول على المصاحف وسجن أبو غريب والإغتصابات.. إلخ، فشاهد العالم المنافق ما هز الصورة المصطنعة لتمساح السلام الكذاب !
تقول كلينتون إن أمريكا اتجهت إلى استراتيجية جديدة وهي استخدام القوة المدنية لأن الصواريخ تخلق المقاومة والرفض أما القوة المدنية فطابور خامس من المنافقين يعملون على تحقيق مآرب أمريكا من الداخل بضرب الثوابت والدين، وزرع الثقافة الأمريكية والتطبيع والإنبطاح، تساعدهم في ذلك المنظمات الدولية.
وأنه يجب توجيه تلك المخصصات التي كانت للجيش الغازي إلى أولئك المنافقين المحليين !
تقول كلينتون : ولا يجب الإقتصار على العلاقات الدبلوماسية بل يجب استخدام الدبلوماسية الشعبية، فالسفير الأمريكي علاقته ليست فقط بالدولة بل عليه بناء علاقات مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأفراد الفاعلين (وهذا شاهدناه عندنا فلماذا ؟)، حيث يقع كل هؤلاء في فخ المصطلحات الأمريكية الزائفة وأولها الديمقراطية (تلك الأكذوبة التي صدقها العقلاء !)، وحقوق الإنسان والتنمية، وغيرها من المصطلحات، ليصبحوا أداة طيعة في يد المشروع الأمريكي الإستعماري الجديد (ولا تظنن أن الإستعمار انتهى فهو متجدد).
تقول هذه اللئيمة التي وصفوها بحمامة السلام في الإنتخابات الأمريكية السابقة : وهذه القوة المدنية يجب إسنادها بالقوة العسكرية إن لزم الأمر (ولهذا يخاف رؤساؤنا من هذه المنظمات)، فإذا وُجدت حكومات قوية تقول “لا” لهؤلاء وتقف في وجه دعواتهم المخربة، فيجب أن تتدخل القوة العسكرية لتأديبها بحجة أنها لا ترعى الديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات التي تمثل فخا وقع فيه الكثيرون !
(أعتقد شخصيا أن أغلب الدول تعرف حقيقة هذه المنظمات الدولية وما تعمل عليه إلا أن الخوف من نتائج الرفض والمقاومة يلجمها، وتعرف أمريكا أن هذه الدول المترددة تخشاها فيزيدها ذلك طغيانا. حتى القلائل الذين كانوا يعلنون تحديهم لها كالقذافي رحمه الله لم يجدوا من الأوصاف إلا الدكتاتورية والجنون، ومع جنونهم المعلن لم يسلموا من القصف بالطائرات والعدوان ! ولم ينفع القذافي ما قدم من الدولارات للعائلات الأمريكية بل أكلوا ماله أولا ثم قتلوه شر قتلة على يد أذنابهم المطبقين لديمقراطية الماسونية، والله أعلم بكم المؤامرات التي تعرض لها قبل موته ونجا منها).
وقد أوجدت امريكا آليات للتمكين لهذه المنظمات المدنية في الدول، منها “الأمم المتحدة” – بصورة رئيسية – ، والمؤسسات الدولة المالية.
ومنها بعض التحالفات الدولية كالمبادرة التي رعتها أمريكا والبرازيل في عام 2009 وأقرتها الأمم المتحدة بعنوان “مبادرة شراكة دولية للحوار مع الحكومات المنفتحة”، وقف عند إسمها فإنه يعني أن كل من يتأخر عن الإنضمام إلى هذه المبادرة من الدول التي عندها عقل أو كرامة فهو رجعي متخلف متحجر منغلق غير ديمقراطي (من ليس معنا فهو ضدنا) !
ولذا هرولت الدول نحوها ووقعت في الفخ المنصوب، وأصبحت مقيدة ببنود هذه المبادرة التي فرضت عليها، والويل لمن يخالفها !
فهل من دعم لهذه المنظمات المحلية فوق هذا ؟ !
تقول هذه الشراكة إنه على الحكومات أن تصبح شريكة لمنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز الشفافية، وقد أقرت هذه المبادرة في الأمم المتحدة في عام 2009 م، وأصبحت كل الدول العضوة فيها ملزمة بها، ومن يخرج عليها من الدول فهو يستحق التأديب الذي قد يكون بالصواريخ فهم لا يتورعون عن إطلاقها والإفساد في الأرض، وليس عبر طائرات أمريكا وحدها بل طائرات العالم كله تحت مظلة الأمم لمتحدة الغاشمة كما حدث في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرهما ! أي بإختصار : تدويل الظلم والعدوان، وكل هذا بسبب هذه المصطلحات والقيم الجديدة !
لقد أصبحت منظمات المجتمع المدني شريكا للدولة في ما يسمونه الشفافية، لها الحق في مسائلتها إن هي قصرت في أداء واجباتها ! وهذا هو العجب، فمن يحكم من ؟
وماذا عن شطحات قادة هذه المنظمات التي نرى حتى على مستوى المساس بالثوابت والدين ؟ هل تستطيع الدولة محاكمة هؤلاء أم أنهم هم الذين سيحاكمونها، والويل لها منهم ومن المجتمع الدولي الذي يقف خلفهم وأممه المتحدة على الكفر والعدوان ؟
هذا هو ما ترغب أمريكا فيه : تقويض الدول وتركيعها من الداخل، وقل لي بالله عليك ما الفرق بين الإبتزار عن بعد والإبتزاز عن قرب عن طريق هذه المنظمات الدخيلة وما رافقها من مصطلحات مشؤومة كتعزيز الشفافية والديمقراطية وحقوق المرأة والعبيد (ولم يغتصب أحد حقوق أحد، كلها مجرد شعارات، فالمرأة من جعلها أسفل الرجل، ومن جعلها ضعيفة ؟ أما العبيد فأين هم ؟ أخرجوا لنا منهم اليوم 100 او 50 أو 20 في حالة عبودية مستمرة وسنقول إنكم صادقون أنتم ومن ورائكم، فقط 100 من 4 ملايين مواطن وإلا اصمتوا فما فات مات) .
ما هي الديمقراطية ؟
يقولون إنها حكم الشعب لنفسه بنفسه ؟ وهذا الحكم شيء وهمي غير ملموس ، فنحن المسلمون نقول ن الحكم لله، وهم يقولون الحكم لإرادة الأمة، أي لذلك الإله الخفي الذي اتخذوه ليشرع لهم في البرلمانات ما يشاؤون (فمثلا الإتجاه في تونس الآن يسير نحو تشريع البرلمان للمساواة بين الذكر والأنثى في الميراث رغم وجود آية في القرآن تتحدث عن ضد ذلك).
فإذا تسائلنا أين هي إرادة الأمة ؟ قالوا : في أمرين : الرأي العام والبرلمان، البرلمان الذي يضم حفنة من الأشخاص يمثلون الشعب كله، قد يكون فيهم الملحد والجاهل بالدين والفاسق واللص ! هؤلاء هم الذين يشرعون للأمة (شرعوا تجريم من يصف الكافر بالكفر في تونس، فوقف لهم برلماني مؤمن في البرلمان وأقسم أن ذلك التشريع لن يمر إلا على جثته حتى تراجعوا عنه، ولم يقف معه أحد منهم، شخص واحد أوقف المشروع بالقوة لا الأغلبية التي رضيت بالكفر).
فالأغلبية هي التي تجسد رأي هذا الإله الغامض الذي يعبدون من دون الله ويشرع لهم فيطيعونه، وكم شرع لهم وكم سيشرع والويل للمسلمين من جهلهم بالدين فقد يقود ومن خلال البرلمانات إلى انسلاخهم منه !
وإذا كان في البرلمان 300 شخص فإن في المنظمات المدنية آلاف الأشخاص، فهي أولى بالعناية في مجال تجسيد إرادة هذا الإله الديمقراطي المزعوم من البرلمان !
ما هي الأمم المتحدة ؟
تساهم الأمم المتحدة في رعاية هذه المنظمات المحلية في إطار مساءلة الحكومات، وستعجب إذا علمت أن من بين منظماتها منظمات تعبد الشيطان وأخرى تدعو إلى التمهيد لخروج المسيح الدجال !
تضم منظمة الأمم المتحدة 25 ألف منظمة ! أي جيش من المنظمات مسلط على الخائفين من غير الله من أولياء هذه الديمقراطية ! فمثلا لنفرض أن هذه المنظمات تريد إصلاح التعليم في بلدنا – طبعا وفق وجهة نظرهم الرافضة للإسلام أصلا – ، فلن يتطلب الأمر أكثر من عقد اجتماع ووضع السياسات التي يرغبون فيها أو التعديل على الموجود منها، ثم صياغة الخلاصة وإقرارها في الدولة التي سترضخ رغم أنفها وتكتفي بالمراقبة !
وهذا النوع من التدخل في شؤون الدول تجده كثيرا ، خصوصا في الدول المسلمة التي يريدون لها الإنسلاخ من ثقافتها الإسلامية التي تقف حجر عثرة في وجه غزوهم الفكري والمادي، وتأمل فقط في المقاربات التي يسنون عندنا في كل عام في التعليم – عليهم من الله ما يستحقون -، هل فيها مقاربة واحدة تقرب التلميذ من ربه العزيز الحليم ؟
كانت “ألي بالي” من رموز الماسونية وأحد القلائل الذين نشروا مبادئها، كانت تعبد الشيطان وتهيئ لخروج الدجال، فأنشأت في عام 1822م في بريطانيا مؤسسة اسمها lucifer trust أي الإيمان بالشيطان (لوسيفر هو اسم الشيطان عند الماسونية أو إله النور)، هذه المنظمة التي تعبد الشيطان أصبحت إحدى مؤسسات الأمم المتحدة ! وتحول اسمها إلى Lucis Trust لإخفاء الشيطان !
ولها مجلة يديرها ماسوني يهودي من المشرفين على عمليات التنمية البشرية (الماسونية في معظمها)، ويكتب فيها كوفي عنان وتوني بلير وهيلاري كلينتون وكولن باول (عند البحث عن أصول الشخص وانتماءاته نعرفه على حقيقته).
ومن منظمات الأمم المتحدة أيضا منظمة يهودية تدعى مِيتْرِيَا Maitreya تقول بخروج الدجال ليعيد لليهود ملك سليمان، وتقول بتعبيد الناس للدجال بوصفه الرب تعالى الله عما يقولون، وبهذا يتضح أن الأمم المتحدة مجرد لعبة في يد المنظمات السرية الماسونية.
وقد وصف أحد الباحثين العالم بأنه محكوم من طرف حكومة سرية خفية ليست أمريكا ولا الأمم المتحدة الظاهرة، بل حكومة تتحكم فيهما ، وهي تابعة لمجموعات كمجموعة Bilderberg التي تأسست في عام 1954 في هولندا، وتضم عائلات ماسونية وكبار الأثرياء، وأكثرهم سياسيون يجتمع بهم كبار الساسة كهلاري كلينتون وغيرها، ويحيطون أنفسهم بسرية عجيبة مبالغ فيها حتى أن لهم موقعا الكترونيا محتواه فقط هو هذه الكلمات : “نحن منظمة لا تكره أحدا، ولا تصدقوا أننا منظمة سرية تحكم العالم !”.ومن تلك المجموعات أيضا : “المفوضية الثالثة”، وتضم سياسيين وأثرياء معظمهم نشطاء في المحافل الماسونية.
وتعمل هذه المجموعات على إيجاد ما يسمى بالحكومة العالمية، حتى وصل بهم الأمر إلى اقتراح تحويل اسم “منظمة الصحة العالمية” إلى وزارة الصحة العالمية (التابعة لتلك الحكومة العالمية الخفية !).
إذن يعمل الطابور الخامس من النافقين في الدول تحت غطاء المنظمات المدنية المحلية ، على فرض الثقافة العالمية الجديدة، ونقل المعلومات إلى المنظمات الدولية (منظمات هيئة الأمم المتحدة)، ومن الأخيرة إلى الحكومة العالمية، والعكس !
لكن اعترضت هؤلاء أربع عوائق :
1- الدولة : فسعوا إلى تقويض دورها حتى كادوا يعدمونه اليوم كما هو مشاهد !
2- الثقافات والأديان، وهذه هي الأشد عليهم، قال صمويل هتنغتون صاحب كتاب “صراع الحضارات” : إن الحدود الإسلام من دم، يعني أن الدم والأشلاء هي مصير كل من يحاول اختراقها عنوة. وأنه يجب التعامل مع الثقافة الإسلامية باعتبارها أكبر تحدي يواجه المشورع العالمي. وهذا ما جعلهم يستعملون الطابور الخامس، طابور المنافقين (القوة المدنية) من أجل ضرب الإسلام والثوابت من الداخل، ولا يصبح هنالك كفر ولا جهاد ولا أذان ولا لحية ولا حجاب ولا معاصي (بالمناسبة تركيا العلمانية لا تجرم الزنا، وقد قطعت أشواطا في هذا الطريق البائس، ورغم ذلك يمجدها الإخوان الذين يتكلمون باسم ترسيخ المبادئ الإسلامية !).
فيستهدفون عدم المساواة بين المسلم والكافر في العقيدة، وقد قفز رئيس تونس الباجي السبسي وهو في الخامسة والتسعين من عمره قفزة شيطانية نحو المساواة بينهما – يعطيه ادكيك -، وذلك من خلال السماح بزواج المسلمة بالقس (أي بالكافر).
كذلك يحاولون ضرب القدر، فيقولون لا أقدار بل خيارات يعرضها الله للإنسان وهو يختار أن يكون كذا أو كذا، وإذا قيل لهم، وماذا عن العقيم هل اختار أن يكون عقيما، وهل بإمكانه تغيير قدره ؟
كذلك توجد منظمة تهدف إلى تعبيد الناس لإبليس استغلت التنمية البشرية في ذلك، يؤمن أصحابها بأن عقل ابليس هو العقل الكلي، وأن في كل إنسان جزء من ابليس (وحدة وجود اخرى كتلك التي عند الصوفية)، وأنه يمكن للعقول أن تتخاطر، وهذه نظرية غير ثابتة علميا !
كما يقولون إنه يجب تحفيز طاقة إبليس من خلال ذكر بعض الكلمات مثل “أنا” لأن ابليس موجود في داخل كل إنسان، وقول كلمة “أنا” نداء له، فيقولون في التنمية البشرية : كرر “أنا غني”، أو “أنا قوي” كذا مرة كل يوم لتصبح غنيا أو قويا، وهكذا، وكلها أمور وضعوها – وأمثالها – لعبادة للشيطان، ويقوم بها مسلمون اليوم !
ويقولون إن الشيطان إذا حصل على الطاقة التحفيزية الكافية حفز خروج الدجال الذي ينتظرون بفارغ الصبر (وصدق رسولنا الكريم عندما أخبرنا بان كل كفار الأرض سينضوون تحت جناحه إذا خرج، وما هذه إلا مقدمات تلك النبوءة الكريمة) !
وعبادة الشيطان عندهم تكون بإغواء الناس، وكل من أفسد أكثر فهو الأقرب من الشيطان، كما في الحديث الذي عندنا، لكن في حديثنا الكلام عن شياطين الجن أما في فكرهم فهو عن شياطين الإنس من إخوتهم !
3- الشرف : فلا شيء يغيظهم أكثر من حشمة وحجاب المرأة المسلمة، ولهذا يركزون هم وعملاؤهم في الداخل على ضرب تلك الحشمة بكل الطرق الممكنة من إغراءات ومسلسلات وفتاوى الحانات وغيرها. حتى أن جمال البنا أفتى بجوزا أن ترضع الشابة زميلها ليصبح محرما لها !! وكذلك الترابي أكثر تخريفه حول المرأة !
فلماذا كل هذا التركيز عليها ؟ لماذا كل هذا الإهتمام بالإختلاط الذي يعرفون نتائجه المسبقة ؟ !
أخيرا ينفخون في مفهوم الحرية نفخا، فالواحد عندهم حر في أن يفعل كل ما يشاء دون قيود، يقولون إن الحرية قيمة إنسانية لا يمكن تقييدها بنصوص الدين وكذلك المساواة بين المرأة والرجل والمسلم والكافر، لذا يطالب الطابور الخامس بإحراق كتب التراث التي تقف حجر عقبة في وجوههم، ويسعون إلى ذلك بكل التأويلات الباطلة الممكنة من خلال طابور المنافقين الذي يخدمهم في داخل المجتمعات الإسلامية سواء من المنظمات المدنية أو من المفكرين والكتاب وحتى بعض شيوخ الدين والجماعات الإسلامية التي لا تخفى عمالتها للماسونية.
سيد محمد ولد إخليل