لماذا ولد غدّه و على وجه السرعة يغيّب إلى فرنسا بدعوى صحته؟
أحداث انواكشوط هذه الأيام تترى و يصعب هضم بعضها؛ و الآخرمنها أقلّ ما يقال فيه أنّ الضبابية لا تبرح سماءه.
ولد غدّه تناقلت عنه وسائل الإعلام أنّه في حاجة إلى نقاهة طبية سوف تطير به إلى فرنسا من أجل إجراء فحوصات طبية هناك؛بعد ما لاقاه هو ورفاقه في الدرب من قمع و ضرب و سحل و إغماء في المظاهرات الأخيرة.
الأمر قد يكون عاديا و لا غرابة فيه و خاصة إذا كان صادرا من أحد أبناء الأسر الثرية التي تفضّل الخارج في استشاراتها الطبية.
لكن هناك تساؤلات تداهمك:
لماذا هذا الزخم الإعلامي الذي أحيط به الرجل في وسائل الإعلام الشبه الرسمية؛ تارة تحيطه بهالة من البطولة و الشجاعة و المقاومة من خلال توقيفه و إضرابه عن الطعام و محاكمته؛ و تارة من خلال شيطنته من خلال التسريبات التي توحي تارة بإثارة البلبلة؛ وتارة أخرى بشراء الذمم؛وطورا آخر بالمكر ضد البلد.
المتتبع لأحداث الحملة لا تخطئه العين في أنّ النظام يسوق معارضيه من خلال مخابراته و أضواءه إلى سوق الرأي العام إلى رؤية ولد غدّه و تواصل وحدهما الأوّل كندّ للنظام و الثاني كعدوّ داهم على هذا الوطن.
فالأول هيّئت له تسريبات ؛ و الثاني خبّئت له انسحابات مفاجئة بين صفوفه؛ مع تعريض الرئيس به في كلّ مهرجان.
التساؤل الثاني
هل النظام ضاق ذرعا بولد غدّه إلى درجة أنّه صار لا يحتمله داخل البلد؛ فطفق يعمل على تغييبه عن المشهد؛ فدبّر له مكيدة من مخابراته؛ أو من ذويه؛ فأوهمه أحدهما بملفّ صحّي مستعجل لا بدّ لصاحبه من متابعته و المسارعة في فحوصاته تمّ حبكه بتوقيعات من طبيب متخصص تمّ ضغط عليه؛ أم أنّ الأمن والأهل هما معا من أوقعاه في هذه الحيلة وغيّباه بلطف؛حتى تضع الحملة أوزارها؟
التساؤل الثالث
أم أنّ كلّ ما شاهدناه في الأيام الماضية و الشهور الخالية عبارة عن مسرحية كان بطلها الشيخ ولد غدّه؛ و ظنّ الجميع أنّها من قصص الواقع؛فتمّ إخراجها بإتقان؛وفي نهايتها الآن يتمّ تغييب البطل إلى الخارج من أجل أخذ قسط من الراحة؟ أجلّ الشيخ ولد غدّه عن هذا الاحتمال وأظنّ أنّها من خواطر الشيطان.
قد قلت في قراءات ماضية أنّ المخارات تصنع الأحزاب و الرجال؛و قد توظفك من دون علم منك أو تواطؤ؛ و التاريخ فيه تجارب لما أقول؛و خاصة في نظامنا الحالي له اليد الطولى في هذا الفنّ؛ فمن صنع حراك المعلمين؟؛ و من صنع البراميين؟؛ و من صنع لا تلمس جنسيتي؟.
بعض هؤلاء ترعرع و شبّ و خرج عن سيطرة و ليّ نعمته؛ و بعضهم تاجوز تاريخ الاستهلاك فألغي في سلّة المهملات.
غالي بن الصغير
المدير النشر لموقع وطني