كثر اللغط في هذه الايام حول الشيخ ولد غدّه؛و سالت أودية الصحف و امتلأت جداولها من قصصه؛ تارة يصنعها القدر الذي يسقونا جميعا؛ وتارة بمواقفه الجرييئة؛ و طورا بفرقعات النظام التي يصنعها من حوله.
مهما قيل عن شخصية الشيخ و نضالها البطولي ضدّ الإستبداد؛ أو المهام التشويشية التي يراد له أن يلعبها عن وعي أو عن غير وعي عند خصومه ضدّ المعارضة؛ فإنّ أقلّ ما يقال عن شخصية ولد غدّه أنّ النظام يريد أن يوظفها ضدّ رفقائه في الضرب.
و له تجارب ناجحة في هذه الألعاب؛ أليس النظام هو الذي رعرع نبتة برام؟؛ فقد يكون برام يعي ذالك أو لا يعيه؛ فالمهمّ أنّها نبتت سامّة؛ و كان يراد لها أن تنفق حيوان ( الرحيل)؛ وكان لها ذالك.
أليس النظام هوّ الذي بعث ( لا تلمس جنسيتي)؟؛ من أجل إجهاض (الرحيل)؛لا تجادلني بمعارضتها؛فذاك إمّا تواطؤ أو عقوق.
الشيخ ولد غدّه يريده النظام في هذه الأيام أن يلعب نفس الدور؛ و نجلّ الشيخ أن يكون له في ذالك حول او قوّة.
هذه الفرقعات الإعلامية يراد لها أن تملأ أسماع العامّة؛ و أن تلهيهم عن دعاية المعارضة و ما تريده من مقاطعة التعديلات الدستورية.
صار الناس اليوم في الأسواق و الشوارع و في الحافلات و في المقاهي و المنازل؛ حديث الساعة عندهم ولد غدّه.
المناصر في نظره زعيم و بطل وفة الفتيان؛و مظلوم و بريئ بل هو المهدي المنتظر الذي سوف ينقذ الأمّة.
و المعارض له في نظره قاتل و آكل للمال العام و مرتش و يستحقّ السجن؛ و الكبت.
الرجل ليس هذا و لا ذاك بل المعارضين ؛ كان لهم شطط فيه.
لكنّ هذا هو بالضبط ما يريده النظام من جلجلة الشيخ.
هل المعارضة سوف تنخدع بألاعيب النظام؟؛ فتجعل من قضية ولد غدّه مسألة و طنية تنسيها موضوع الساعة ألا وهو الاستفتاء؛ نعم ولدغدّه يستحقّ ذالك و أكثر؛ لكن فقه الأولويات علم يقرأ و يطبّق.
إنّ انشغال المعارضة بمعركة ولد غدّه فخّ نصب لها؛ و كلّ تصريح أو بيان يساند هذا الشيخ المظلوم ؛ سوف يكون هدية لا تقدّر بثمن تقدّم للنظام من أجل إشغال الرأي العام بأمور غاية ما فيها أنّها تلطخ سمعة المعارضة و تحجب دعايتها ضدّ التعديلات المرتقبة.