جاء قرار مشاركة حزب اللقاء صادما لدى البعض و خاصة في المعارضة؛و مخيبا للآمل لدى بعض شعبيته؛لكنّه جاء أيضا في مساره الطبيعي لدى خبراء السياسة و المتتبعين للحدث.
فالذي يعرف الأحزاب الوطنية التي تتجاوز السبعين يعرف أنّ فيها الغثّ و السمين و الحر و العميل و التاجر و المستهلك؛و نترك للقارئ أن يصنف حزبنا هذا الكريم؛ الذي له شأن في العمل السياسي؛ و صيت في وساءل الإعلام؛و له واجهة معروفة في مطابخ صنّاع القرار.
و الذي نحاول ههنا أولا أن نجمل أولا مبراته في المشاركة؛ فقد بررها بعدة أسباب هي :
1-إن هذا القرار جاء انسجاما مع إرادة الشعب،
2- اعتبارا لكون المشاركة، هي تعبير صريح عن الموقف
3- إننا نؤكد أن المشاركة لا تنهي الأزمة السياسية،
4- المشاركة تعتبر بالنسبة لنا: تجسيدا لرفضنا لمسلمتين غرسهما الاستبداد في الأذهان .. والمسلمتان، هما:
– الأولى، تتمثل في: إشاعة تروج أن لا مناص من نفاذ إرادة الحاكم المستبد، وبالتالي تبدو إرادته وكأنها قضاء وقدر.
-والثانية تقول: إن الشعب الموريتاني هو شعب مغلوب على أمره
5- الأهمية القصوى التي تقتضيها المشاركة بالرفض في هذا الاستفتاء، .
6- نرفض هذه التعديلات، لأن النظام يدوس -من خلالها- بأخمصيه كل ما هو سام في هذا البلد:
* المجلس الإسلامي الأعلى
* الغرفة العليا في البرلمان
* محكمة العدل السامية
ولأنه أيضا استفتاء يستهدف جميع المؤسسات، ذات الطابع الاستقلالي ويلغيها، بغية تكريس سلطة الفرد وتغول السلطة التنفيذية على حساب السلطتين القضائية والتشريعية.
7- إن قرار المشاركة لا يشكل اعترافا منا بشرعية الاستفتاء، ولن يكون خروجا عن خط المعارضة الذي كان سببا في دخولنا
كلّ هذه المبررات و جيهة حين تقرأها و خاصة يزيد من وجاهتها؛ القرار الخاطئ الذي أخذته بعض أحزاب المعارضة في مقاطعة الأنتخابات الماضية؛ و هي إلى الآن ما زالت تعاني من آثاره؛ مع الأعتراف صراحة بخطإها الإستراتيجي حينئذ؛و تفوق حاسة الشم عند تواصل آنذاك.
وفإن أخذنا من التجارب معلما؛ فسوف نستنتج أنّ معارضتنا لا تعتبر؛و لا تستفيد من الماضي؛ و بمقاطعتها تركت الميدان للنظام يلعب فيه كيف شاء و بأريحية تامة.
لكن هناك من يشكك في قرار حزب اللقاء و يقول صراحة أنّه امتداد للحزب الحاكم؛و قبوله في المعارضة من المقنبلات الكثيرة التي تحفل بها معاضتنا.
و شذّه عن الإجماع ليس فيه سوى تقديم دعم معنوي للنظام الذي يحتاج له في هذه الفترة؛ و ضربة موجعة لرفقاءه في الدرب.
بل يتساءل البعض ماذا يملك حزب اللقاء من الشعبية حتى يدعم بها أو يفاطع؟.
و هناك من يجيب على التساءل أنّ اللقاء لا يلمك سوى الأبواق و قد صرفها للنظام بسخاء؛فماذا بقي من معارضته؟