قمّة بامكو الأحد… فهل وقع النظام في الفخّ؟.
ولد عبد العزيز سوف يسافر بعد غد إلى مالي ( و سيبحث في قمة باماكو التي سيشارك فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موضوع القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل التي ستتعقب الإرهابيين عبر الحدود والمدعومة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث وعد الأخير بصرف مبلغ 50 مليون أورو).
هذه القمة و عدت الولايات المتحدة في حال نجاحها بالدعم الأقتصادي و اللوجستي.
و نحن نعرف جميعا ما أثير من لغط حول موقف موريتانيا من مكافحة الإرهاب؛ و ضجة الإعلامية التي أقحمت موريتانيا في مفاوضات سرية بينها و بين القاعدة من أجل هدنة بينهما.
و نعرف ما أثارته هذه الأقلام و الأبواق من شبهات حول ما تنعم به موريتانيا من أمن و خلوّها من العناصر الإرهابية التي فرضت عليها الهروب خارج حدودها؛هذا الأمن أراده من يصداد في المياه العكرة أن يجعله حجّة دامغة على أنّ موريتانيا لها أياد مع الإرهابيين؛و ليس عنده من المنطق أن تكون دوّلا أقوى تحيط بها كالجزائر و المغرب و مالي ينهكها الإرهاب و موريتانيا تنعم بالأمان؟.
هذه الشبهات و أخرى كان يراد منها أن ينزعج النظام و بالتالي يصير في موقف المتهم الحرج الذي يريد أن يبعد التهمة عنه.
فهل نجحت الحيلة و و قعت موريتانيا في الشرك و تمّ جرّها إلى الأنغماس في مكافحة الأرهاب و ذالك من خلال إشراكها في القوة التي سوف يعلن عنها في قمة بامكو المقبلة.
نعرف إلى حدّ الآن أنّ بلدنا واحة أمان؛إمّا بسبب قوّة أمننا؛ و ما سدده من ضربات موجعة للإرهابيين في السنوات الماضية؛ و بسبب الهيكلة الأمنية الجديدة التي أتخذها النظام مع مجيئ ولد عبد العزيز؛هذا احتمال وارد.
و هناك احتمال آخر و هو وارد جدا؛أن يكون الأرهابيين أصلا لا يريدون استهداف موريتانيا؛لأنّهم خبروا نظامها فهو شرس عند الإعتداء على حريمه و حوزته الترابية؛ و يقاتل فقط من إعتدى عليه؛و لا يقاتل بالوكالة عن أحد مهما كان جبروته.
الكلّ وارد من الأحتمالات؛ و المهمّ أنّ موريتانيا تنعم الآن بالأمان.
و حين تساق غدا إلى حرب طاحنة لظاها أبناؤها و ميدانها أرضها؛فهل هذا من الحكمة؟.
الإرهابيون أثبتوا للعالم أنّهم بكتيريا تتشكل في كلّ مكان و أسرع مما نتصور؛ و كلّ نظام يظنّ أنّه في مأمن منه فهو واه.
و أخوف ما نخافه حين تتشكل هذه القوة التي تطبّل لها فرنسا و تؤيدها أمريكا و يغريان بجوائزها الأقتصادية؛و تشرع هذه القوّة في عملها بتعقب الإرهابيين؛نقول نخاف أن يكون ردّ هؤلاء الإرهابيين في أرضنا؛ فيحرق حطبنا و يخرب أمننا؛ و يكتوي بالتالي أقتصادنا؛لا نحتمل الأرواح؛وإنّما أخف الأضرار نذكره.
حين يقع هذا ؛تكون الوقيعة قد نجحت؛ والنظام حينئذ سقط في هاوية سحيقة الخروج منها أصعب؛ و المساعدات الأقتصادية التي كان يلوّح بها الغرب؛ و يطمع فيها؛ تصير أيضا حينئذ سراب بقيعة.