تتمتع بلادنا بمقدرات سياحية فريدة من نوعها ، فبالإضافة للعديد من المدن الأثرية التاريخية ، حباها الله أيضا بطبيعة ساحرة خلابة تتعانق فيها السهول والهضاب والجبال والأودية في تشكيلة مدهشة تخلب الألباب وتفتن الأبصار . وتصبح المناظر أكثر سحرا وجمالا عندما تتهاطل امطار الخريف وتكتسي الأرض حلتها الخضراء الرائعة ، وقد كانت هذه السنة استثنائية نظرا للمعدل المرتفع للتطاهلات المطرية التي شملت معظم الولايات خاصة الحوضين ولعصابة وكيدي ماغة ولبراكنة، مما دفع المواطنين للتوجه بكثافة نحو الأرياف للاستجمام.
ولمقاطعة كيفة حصتها من هذا الجمال الطبيعي الأخاذ الذي استقطب العديد من ساكنة المدن ، نجد ذلك في مناطق مميزة بروعة مناظرها مثل : العجلات ، الملكة ، عيون العاج ، المتفاتنات ، واد راس الفيل ، أم لبعر ، بوكاري ، نواملين ، لكران ، سد مكطع اسفيرة ، واد أم الخز ، كورجل ، اجنكة.
وبما أن السياحة تعد موردا اقتصاديا هاما يساهم في تحريك عجلة التنمية وخلق الوظائف وإحياء الأرض وعودة السكان لمناطقهم المهجورة ، فمن واجب الحكومة وضع استراتيجية شاملة لتنشيط هذا القطاع عبر إقرار حزمة حوافز خاصة للمستثمرين فيه ، وإقامة البنية التحتية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء واتصالات . و في المقابل على رجال الأعمال اغتنام الفرص الواعدة في مجال الاستثمار السياحي ليستفيدوا ويفيدوا وطنهم.
ولتطوير السياحة الداخلية أكثر من فائدة على البلد ، ففضلا عن انعاكسها الإيجابي على التنمية المحلية فهي تحد كذلك من استنزاف العملة الصعبة على رحلات السياحة الخارجية التي يلجأ إليها العديد من المواطنين بحثا عن الراحة ، وهم بالآلاف حسب التقديرات ،، وهذا يعني أن النجاح في خلق سياحة داخلية بديلة لهؤلاء سيوفر عشرات الملايين من الدولار سنويا وضخها في الاقتصاد الوطني.
النائب لمرابط الطالب ألمين