الفرق بين المفكر الإسلامي، والفقيه:
سألني بعض الشباب، ما الفرق بين المفكر الإسلامي والفقيه؟
فأجبته بأن الفقيه هو العالم المتخصص المتفرغ لدراسة الشريعة الاسلامية بالقرآن وتفسيره والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والعربية وآدابها، لكن لديه قصورا في فهم السياسية وتعقيدات المليء بالأحداث والمستجدات، نظرا لانشغاله باختصاصه العلمي.
إن مهمة الفقيه تكمن في الإفتاء وتبيين الحلال من الحرام، سواء رضي المُستفتي أم لم يرض، فهو لا يهتم كثيرا بإقناع السائل بالحجج المنطقية ولا بطلب وده ورضاه.
أما الفكر فهو مصطلح أطلق على مثقف هجين خرج نتيجة التباين الشديد والخلاف الحاد بين الفقهاء، وأصحاب الفكر الحداثي العلماني.
* المفكر لديه ثقافة إسلامية واسعة لكنها لا تصل إلى درجة الاختصاص والاتقان، حيث يجمع معها علوما أخرى كالسياسة والفكر والقانون وعلم الاجتماع، فهو يأخذ من كل فن وعلم طرفا، غير أنه لا يناقش من الفقه إلا ما يتعلق بالسياسة والمعاملات، أو مواضيع أخرى تكون محل جدل بين الفقهاء والحقوقيين والعلمانيين، فيتدخل لمناقشتها من منظور فلسفي معاصر يطبعه التجديد والنظرة الاعتزالية في إعطاء العقل دورا يزاحم قدسية نصوص الوحي.
* المفكر الإسلامي يتمسك دائما بالنصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة، ولا يتجاسر عليها، لكنه يدافع عنها بطريقة علمية منطقية، تقنع من لديهم ذوق فلسفي سليم.
أما النصوص التي تكون دلالتها أو ثبوتها محل خلاف بين العلماء، فيسعى المفكر لتضعيفها أو تطويعها أو فهمها وتفسيرها تفسيرا يجعل الأحكام الشرعية تتماشى وتتلاءم مع الواقع العَصري المُعقد، تسمح للمسلم أن يحافظ على مصالحه دون أن يخالف أحكام الشرع.
* المفكر يهتم بالإقناع والتقارب والتفاهم بين المختلفين على حكم شرعي وسط يلبي رغبات الحداثيين، ولا يُخرج المتديّن عن دائرة الحلال.
بقلم/ سيدي ولد أحمد مولود