كان من الافت اليوم بالنسبة للمراقبين غياب النائب لمرابط ولد الطالب ألمين عن مشهد الأستقبال الذي خصص للرئيس محمد ولد عبد العزيز في زيارته التدشينية .
لكن الذي كان أكثر إثارة للمراقبين هو الحضور الكثيف لأنصار الرجل ، فقد أطت بهم قارعة طريق الأمل ، و زاحموا عليها بلافتاتهم الافتات ، و بمناكبهم المناكب , و بأصواتهم العالية الحناجر. حتى ظن الكثير بما فيهم كاتب السطور ، أن زعيم القوم كان حاضرا بينهم ، يشعل حماسهم ،ويلهب مشاعرهم.
لقد كان في معمعة الأستقبال اليوم شيوخ قبائل ديدنهم حب الظهور و المباهات بشعبيتهم ، و هوايتهم المعروفة استعراض العضلات ، فكانت انصار لمرابط اليوم أملأهم منهم في العين و افتل منهم عضلات.
و يمكن بعجالة أن نستخلص من وفاء أنصار حلف الوفاء لزعيمهم ما يلي :.
أن الرجل نظره بعيد و مصمم على تشييد قاعدة شعبية منظمة ، تستطيع التحرك و المقارعة في أي وقت سياسي، تعمل على أساس نظام مؤسساتي ، لا يتأثر بغياب فرد مهما كان ، ولو كان ذلك ملهمها.
من خلال حضور أنصار النائب اليوم بكثافة على الرغم من غيابه يمكن أن تقرأ في وجوههم أن النائب ما زال يتغلغل في نسيجه الأجتماعي و يستقطبه ، و يريد أن يفعل منه (حرسا ثوريا ) يتدخل به في ساعات الحسم السياسي .
نلاحظ أيضا تماسك تحالفات الرجل بل و تمددها ، مما يعني زيادة قوة و صلابة حلفه مع مرور الزمن .
يبدو أن الرجل لا يقنع بأن يكون موظفا بسيطا يقبض راتبه الشهري بصفته نائب ، كما فعل أصحابه، و إنما يطمح لما هو أكبر ، لعله يطمح لبناء مستقبل سياسي في مقاطعة كيفه ، له القدرة الكاملة على المبارزة و المقارعة و الكر و الفر على جميع المناصب السياسية في المقاطعة من جهة و نواب و عمد.