ولاية لعصابه تعتبر من أكبر ولايات الوطن كثافة و من أكثرها ولاء للنظام
الحالي ؛ و تحظى بثلاث وزراء في مجلس الوزراء الحالي؛ و لعلّ الذي يميز
هذه الولاية عن باقي ولايات الوطن أنّ الرجل الثاني في مركز القرار ؛ ورئيس
أكبر حزب معارض منها؛ هذا إذا أضفنا إليه أنّ مرشح الحزب الحاكم
للإستحقاقيات الرئاسية المقبلة أنّ الراجح فيه سوف يكون أحد أبنائها.
و عليه فهل سوف تدفع هذه العوامل مجتمعة أن تتخذ ولاية
لعصابه قرارا إستثنائيا ؛ بتنظيم مسيرتها الخاصة بها ضد
الكراهية في مقاطعة كيفه ؟.
السؤال قد يكون غير وارد لكنّه وجيه ؛ و لعلّ الذي يمنع من هذه المسيرة
الجهوية في نظرنا عدّة عوامل رئيسية :
ـ خفوت صوت القبلية : فقد لعبت نتائج الأنتخابات الماضية دورا كبيرا في
تبديد الحرارة العاطفية لدى بعض القبائل الرئيسية؛ مما جعلها تخسر وهجها
الشديد الذي كان يساعدها في الحشد و الأقتراع و قهر المتنافسين.
ـ غياب المال السياسي : تأثر أغلب شيوخ القبائل من شحّ الموارد المالية التي
كانوا يحصلون عليها مقابل خدماتهم السياسية للنظام ؛ وذلك من أجل تأمين
و توجيه أتباعهم إلى خيارات الحزب الحاكم ؛ مما انعكس على جلّ أنشطتهم
السياسية خلال الفترة الأخيرة حتى أنّ بعضهم صار يفضل الأبتعاد عن
المواسم الحزبية التي قد ينتج عنها تكاليف مادية.
ـ الصراعات البينية : لعلّ هذا العامل هو أبرز العوامل المثبطة لأيّ نشاط
سياسي مشترك؛ فهناك عدّة زعامات تقليدية كلّ واحدة منها تحتجز الريادة
دون الأخريات ؛ و مما زاد الطين السياسي بلّة أنّ هناك رجالا سياسيين قفزوا
إلى المشهد السياسي المحلي ينافسون تلك الزعامات من دون أن يسلموا لهم
زمام المشهد.