كيفه : ﺃﻃﺮ ﻭﻻﻳﺔﻟﻌﺼﺎﺑﺔ … ﻻﺗﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﻭﻋﺠﻼﺕ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻕ / ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻣﻴﻦ ﺑﺎﺑﺎﻩ داداه
ﻲ ﻇﻞ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﺗﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻛﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﻧﺬﻛّﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ، ﻭﺗﻘﺪﻣﻪ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻃﺮ ﻭﻭﺟﻬﺎﺀ ﻭﻻﻳﺔ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺼﺤﻜﻢ ﻳﺎ ﺃﻃﺮﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﻭﻋﺠﻼﺕ ﻟﺘﺸﺘﻌﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ، ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻞ .
ﻭﺃﻧﺒﻬﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺿﻴﻦ ، ﻭﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺮﺟﺤﺎﻥ ﻛﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ؛ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺘﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﺴﻴﻄﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻗﻮﺩ ، ﻭﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮﺍ ، ﻭﻏﺒﻨﺎ ، ﻭﻧﺴﻴﺎﻧﺎ ، ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ، ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﺎ ، ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ؛ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ، ﻭﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﻻﻳﺔ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ؛ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺭﻏﻢ ﺗﻀﺨﻤﻬﺎ ، ﻭﻭﻻﺋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻃﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ، ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﻬﻲ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺻﻌﺒﺔ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ، ﻭﻳﺘﺨﺒﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺠﻬﻞ ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ، ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ، ﺑﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺪﻳﻨﺘﻜﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻟﻨﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﺠﻮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ، ﻭﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ .
ﻓﻮﻻﻳﺘﻜﻢ ﻳﺎﺃﻃﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 21 ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ؛ﺑﻞ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ، ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺰ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺳﻜﺎﻥ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﻛﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ .
ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ … ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺘﻜﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ، ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﻭﻗﺪ ﺟﻠﺒﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﻭﻓﺮﻭﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻛﺄﺑﺴﻂ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ، ﻭﺳﺎﻋﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ، ﻭﺩﻋﻤﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ، ﻭﻣﻮﻟﻮﺍ ﺣﻤﻼﺗﻬﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺑﻞ ﺳﺎﺀﺕ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺍﻓﺘﻘﺮﻭﺍ ﻭﺷُﺮِّﺩﻭﺍ …
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﻻﺳﻴﺎﺩﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﻃﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻴﻪ …
ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺃﺑﻨﺎﺅﻛﻢ ﻳﻀﻤﻮﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺍﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﻭﺗﺨﺼﺼﺎﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ ، ﻭﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺢ ﺿﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺗﺸﺮﺩﻭﺍ ، ﻭﺣُﺮﻣﻮﺍ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﻟﻴﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ .
ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ … ﺭﻛﺰﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻨﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ، ﻭﻣﺼﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﺎ ، ﻧﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
– ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ : ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﺔ ﻗﻠﺔ ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﻌﺪﻭﻣﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ، ﻓﺒﺤﻜﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺠﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﻳﻘﺎﺭﺏ 150 ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ، ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ 50 ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺇﻻ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻀﻴﻘﻪ ﻭﻫﺸﺎﺷﺘﻪ ﻭﺗﻬﺎﻟﻜﻪ ، ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺪﺭﺳﺎ ، ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ .
– ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﺼﺤﺔ : ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﺣﺪﺍ ، ﻭﻳﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺛﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺤﻜﻢ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻀﺨﻤﺖ ، ﻭﺗﻤﺪﺩﺕ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ،ﺷﺮﻗﺎ ﻭﻏﺮﺑﺎ ، ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﺳﻌﺎﻓﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪﺓ ﻧﺤﻮﻩ ﺗﻤﺮ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ – ﻻﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ – ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .
ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻴﻦ ﻭﺩﻛﺎﺗﺮﺓ ﻣﺜﺎﻻ ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ – ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺮﻳﻒ – ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺗﻜﺘﻆ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ .
ﻭﺍﻟﻄﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻗﻀﺎﺅﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ – ﻻﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ – ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺮﻓﻊ ﺳﻘﻒ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺮﺭ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺏ 2000 ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ، ﻭﺍﻷﺧﺼﺎﺋﻲ ﺏ 3000: ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺿﺤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻠﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﺮﺣﻢ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻭﻻ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻋﺪﻳﻤﺎ ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﻥ ﺗﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺪﺍﻳﺔ 2019 .
ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ : ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﻟﺨﺎﻧﻖ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﺗﻐﺮﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﻀﺮﺍﺋﺐ ﻣﺠﺤﻔﺔ ، ﻭﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﻭﺑﺎﻫﻈﺔ ؛ ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻠﻬﻢ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ، ﻭﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺄﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺃﻭ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ .
ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ – ﻓﻲ ﺁﺩﻭﺍﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ – ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ – ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﻒ – ﺷﺮﺍﺀ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .
– ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ : ﻓﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ، ﻭﻣﺘﻜﺮﺭﺍ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ؛ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺄﻛﺪ ﺗﻮﻓﻴﺮﻩ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﻛﻔﺼﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﺜﻼ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺸﺪﺓ ﺣﺮﻩ ، ﻭﺳﺨﻮﻧﺔ ﺟﻮﻩ ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ، ﻭﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍ ﺑﺤﻴﺚ ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻟﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻼﺟﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﺔ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ، ﻭﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻮﺍ ﻧﺼﻒ ﺃﻭ ﻋﺸﺮ ﻣﺎﺗﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻓﺎﺗﻮﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ .
ﻫﺬﺍ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎﺋﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻣﺰﻳﻔﺔ .
ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺍﻷﻣﻦ : ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ؛ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ؛ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺼﺺ ، ﻭﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ، ﻭﺗﻢ ﺇﺑﻼﻍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻃﺎﻟﺖ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺎﺗﺮﻯ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻬﺎ .!!
ﻛﻴﻒ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﻃﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻜﻮﺑﺔ ، ﻭﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ، ﻭﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻳﻠﻔﻈﻮﻥ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭﺳﻂ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻄﺒﻖ ، ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ ﻣﻤﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ، ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ؟
ﺃﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﺠﺎﺯﺍﺓ ﻭﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻛﺴﺒﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺩﻩ ﻣﺠﺎﻧﺎ ؟
ﺃﻡ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎ ﻟﺸﻌﺐ ﺭﺿﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ .
ﻣﻦ ﻳﻬﻦ ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ * ﻣﺎ ﻟﺠﺮﺡ ﺑﻤﻴﺖ ﺇﻳﻼﻡ
ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺟﺪﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ، ﻭﻏﻤﺮﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ، ﻭﺍﻹﺷﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻤﻴﻦ !!
ﻓﻤﺎ ﺫﻧﺐ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺧﺮﻗﻪ ﻭﺇﺟﻬﺎﺿﻪ ، ﻭﺍﻟﻘﻔﺰ ﻭﺍﻹﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ؟
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺭﺍﺟﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺼﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﻣﻦ ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ، ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ، ﻭﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ .
ﻛﻴﻒ ﻷﻃﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ، ﻭﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﺎﺳﺪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ !
ﻭﻛﻴﻒ ﻷﻃﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻃﺐ ﻭﻻ ﺻﺤﺔ ﺑﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺟﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﺨﺮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ !
ﻛﻴﻒ ﻷﻃﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻓﺎﺳﺪ ، ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﺟﺎﺋﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﻤﺴﺎﺱ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻪ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻣﺪﻳﻨﺘﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ !
ﺑﺄﻱ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﺎﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺗﺴﺎﻧﺪﻭﻥ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﻣﺪﻳﻨﺘﻜﻢ ﻳﺮﺛﻰ ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ ﻻ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺻﺎﻟﺤﺔ ، ﻭﻻ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺗﺆﺩﻱ ﻋﻤﻠﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﻃﺮ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺗﺴﺎﻗﻮﻥ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ، ﻭﻣﺪﻳﻨﻜﻢ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻄﻠﻮﺏ، ﻭﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻼﺋﻖ !
ﺃﺗﺮﺿﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺷﻌﺐ ﺃﻏﻠﺒﻪ ﻳﺘﻀﻮﺭ ﺟﻮﻋﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻟﻴﻮﺻﻠﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ !
ﺃﺗﺮﺿﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻘﻔﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻟﻮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ !
ﻛﻴﻒ ﻷﻃﺮ ﻭﻭﺟﻬﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻭﺍ ﺷﻌﺒﺎ ، ﻭﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻞ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ !
ﻛﻔﺎﻛﻢ ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭﺍ ﻭﻋﺒﺜﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻣﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﻟﻪ ، ﻛﻔﺎﻛﻢ ﺩﻭﺳﺎ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ، ﻛﻔﺎﻛﻢ ﺿﺤﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻟﻪ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺇﻥ ﻃﺎﻟﺒﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ، ﻭﺩﻋﻮﺗﻢ ﻟﻬﺎ ، ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻜﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ، ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﻻ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺑﺼﻴﺺ ﺃﻣﻞ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ .
ﺑﻘﻠﻢ : ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻣﻴﻦ ﺑﺎﺑﺎﻩ ﺩﻳﺪﺍﻩ .
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ