عودةُ الغَرِيبِ إلى رِحَابِ الحَبِيبِ
شعر:صدف ولد احميتي فال
أَعُودُ إلى رِحَابكَ يا حَبِيبُ وَ تَحْتَ خُطَايَ تَأتَلِقُ الدُّرُوبُ
غَرِيباً طُفْتُ أرْصِفَةَ المَنَافِي و أرهقني التَّوَحُّدُ وَ الهُرُوبُ
تُحَاصِرُنِي الدُّرُوبُ..فَأَيّ دَرْبٍ إِذَا يَمَّمْتُ نَحْوَكَ قَدْ أَجُوبُ؟
أَعُودُ..مَطِيَّتِي وَلَهِي و شَوْقِي وَ زَادِي مَا تُؤَمِّلُهُ القُلُوبُ
إِذَا وَلَّيْتُ شَطرَكَ زِدْتُ شَوْقاً وَ حُطَّ الوِزْرُ وَ اجْتُثَّتْ ذُنُوبُ
***** ****** ***** *****
حَللتَ رِحَابَ مَكَةَ ذَاتَ زَهْوٍ و في الآفاق-مِنْ خَجَلٍ-شُحُوبُ
فأَخْمَدَ نُورُ وَجْهِكَ نَارَ كِسْرَى وَ (سَاوة) قْدْ تَغَشَّاهَا النُّضُوبُ
عَشِيَّةَ حَلَّتْ الرَّحَمَاتُ أرْضاً بِهَا مِنْ طُولِ وَحْشَتَهَا نُدُوبُ
تُنِيرُ بِكَ الوجوهُ .. فَكُلُّ وَجْهٍ تَمَثَّلَ سِرَّ نُورِكَ يَسْتَطِيبُ
تَطَيَّبَ مِنْ جُدُودِكَ كُلُّ صُلْبٍ إِلَى أَنْ جَاءَ آمِنَةَ النَّصِيبُ
وُلِدْتَ لَهَا وَ لِلثَّقَلَيْنِ..بُشْرَى تَهَادَى خَطوُهَا..وُلِدَ الحَبِيبُ
وُلِدْتَ وَ حَوْلَكَ الأَكْوَانُ مَاجَتْ بِحَمْدِ اللهِ وَ انْفَرَجَتْ كُرُوبُ
***** ***** ***** *****
دَعَوْكَ مُحَمَّداً وَ الحَمْدُ أَرْقَى مَقَامٍ وَ الحَمِيدُ بِهِ يُثِيبُ
أَتتكَ (حَلِيمةٌ) و الأرْضُ جَدْبٌ وَ خلفَكَ فِي المَدَى خَطوٌ خَصِيبُ
فَأَمْسَتْ فِي (بَنِي سَعْدٍ) تُبَاهِي بِمَا يُزْجِيهِ مِنْ سَعْدٍ حَلِيبُ
وَ مَا عَلِمَتْ (حَلِيمةُ) أَنَّ طِفْلاً بِخَيْمَتِهَا تُسَاسُ بِهِ الخُطُوبُ
وَ آوَاكَ الحَسِيبُ ؛ فَأَيُّ يُتْمٍ كَيُتْمِكَ حِينَ آوَاكَ الحَسِيبُ؟
لِذَلِكَ مَا قَهَرْتَ يَتِيمَ قَوْمٍ وَ لَمْ تَنْهَرْ سُؤَالًا .. بَلْ تُجِيبُ
وَ سَمَّوْكَ الأَمِينَ فَلَمْ تُدَنِّسْ مَقَامَكَ – يَا أَمِينُ – بِمَا يَعِيبُ
وَ أنتَ المُجْتَبَى مهما تَصَدَّى مِنَ الكُهَّانِ أَفَّاكٌ كَذُوبُ
***** ***** ***** *****
أَتَى جِبْرِيلُ رُوحُ اللهِ..اقْرَأْ! وَ لَسْتَ بِقَارِئٍ .. وَقْعٌ عَصِيب
أَيَا نُوراً تَدَثَّرَ فِي لِحَافٍ وَ مُلتَحِفاً لَهُ انْكَشَفَتْ غُيُوبُ
تَرَكْتَ دُرُوبَ مَكَّةَ مُسْتَجِيراً بِرَبِّكَ مُذْ أَرَابَكَ مَا يُرِيبُ
بِغَارِ (حِرَا)..تَنُوءُ بِحِمْلِ قَوْمٍ تَمَادَوْا فِي الضَّلالِ وَ لَمْ يُنِيبُوا
وَ وَحْدَكَ قَدْ أَنَبْتَ..سَلَكْتَ دَرْباً بِظَهْرِ الغَيْبِ مُرْتَقِياً .. تَجُوبُ
***** ***** ***** *****
أَيَا أَصْلَ المَكَارِمِ .. مُنْتَهَاهَا وَ مَنْ فُرِجَتْ لِطَلَّتِهِ الكُرُوبُ
أَتَيْتَ تُزِيلُ مِنْ وَجَعِ البَرَايَا مَوَاجِعَ لَيْسَ يُبْرِئُهَا طَبِيبُ
فَكُنْتَ لَهَا أَمَاناً بَعْدَ خَوْفٍ تَصَعَّدَ وَ القُلُوبُ لَهَا وَجِيبُ
وَ كُنْتَ لَهَا سِرَاجاً فِي الدَّيَاجِي يُنِيرُ فَيَسْتَنِيرُ بِهِ الأَرِيبُ
عَرَجْتَ إِلَى السَّمَاءِ..أَكَانَ شَوْقاً إِلَى العَليَاءِ أَمْ رُوحاً تَثُوبُ؟
وَ بَيْنَكَ وَ السَّمَاءِ نِدَاءُ وَحْيٍ تَدَلَّى قَابَ قَوْسَيْنِ : اسْتَجِيبُوا
(وَ إِنَّكَ…) آَيَةٌ زَكَّتْكَ .. (إِنَّا…) كَفَتْكَ ؛فَكَيْفَ يُطرِيكَ الأَدِيبُ؟
***** ***** ***** *****
خَرَجْتَ مُهَاجِراً..مَا كُنْتَ فَرْداً بِذَاكَ الغَارِ إِذْ… قَوْلٌ رَهِيبُ
خَرَجْتَ إِلَى المَدِينَة فَاسْتَضَاءَتْ بِكَ الأَرْجَاءُ .. أَمْرَعَتْ السُّهُوب
وَ كَانَ النَّاسُ قَبْلَكَ قَدْ تَفَانَوْا تُصَبِّحُهُمْ .. تُمَسِّيهِمْ حُرُوبُ
فَلَمْ يُوقِفْ سَفَاهَتَهُمْ حَكِيمٌ وَ لَمْ يُرْشِدْ غِوَايَتَهُمْ خَطِيبُ
أَتَيْتَ مُؤازَراً بِالوَحْيِ تَتْلُو عَلِيْهِمْ مَا أَصَابَ وَ مَا يُصِيبُ
فَجَاءَ النَّصْرُ وَ انْشَرَحْتْ صُدُورٌ لِتَرْقَى فِي مَدَارِجِها الشُّعُوبُ
***** ***** ***** *****
أَعُودُ إِلَيَّ حِينَ أُعُودُ سَعْياً إِلَيْكَ فَلَا أَضِلُّ وَ لَا أَخِيبُ
أُرَتِّقُ وَحْدَتِي وَ شَتَاتَ عُمْرِي لِأَكْتُبَنِي شُمُوساً لَا تَغِيبُ
أنَا مِنْ شُرْفَةِ المَعْنَى مُطِلٌّ وَ لِلإِلهامِ فِي قَلَقِي دَبِيبُ
أشِيرُ إلى الحُرُوفِ فَيَعْتَرِيهَا بَيَاضٌ كَاليَقِينِ .. شَذا و طِيبُ
تَدُورُ بِعَتْمَةِ الكَوْنِ احْتِفَالاً فَيُشْرِقُ فِي دَمِي وَهَجٌ عَجِيبُ
أَسِيرُ..تُؤُثِّث الكَلِمَاتُ أُفْقاً يُشِعُّ بِنُورِهِ الأَمَدُ الرَّحِيبُ
أَعُودُ إليْهِ..فَيْضٌ مِنْ غُيُوبٍ تَمَلَّكَنِي .. أَهِيمُ بِهِ .. أَذُوبُ
أَنَا فِي حَضْرَةِ المُخْتَارِ..طِينٌ تَنَكَّرَ للاَنَا .. طَيْفٌ مَهِيبُ
أُنَاجِي فِي مَقَامِ العِشْقِ طَيْفاً هُوَ الهَادِي..هُوَ الفْرَجُ القَرِيبُ
زر الذهاب إلى الأعلى