أظهر أجتماع فندق البلدية مساء الثلثاء الموافق 27 نوفمبر من أجل
أختيار رئيس لرابطة العمد بولاية لعصابه ؛ إجماعا منقطع النظير على
أختيار عمدة كيفه جمال ولد كبود لتولية هذا المنصب. حتى عمد
المعارضة خطف أصواتهم.
و لأوّل مرّة تشهد مدينة كيفه في مثل هذه الأجتماعات السياسية ذوبان
الحساسيات القبلية ؛ وغياب العمائم القبلية ؛ و تواري المحاصصات
العرقية ؛ مما فاجأ الحضور ؛ و حيّر المراقبين ؛ و عصف أذهانهم في
البحث عن العصا السحرية التي صنعت الحدث.
إنّ الحياة السياسية لرئيس رابطة العمد بكيفه المنتخب جمال ولد كبود
القصيرة كلّها مليئة بالمفاجأت و حبلى بالصدف.
فمن كان يصدق أنّ عمدة كيفه الحالي سوف يسلم من مناطحة
القوّتين التقليديتين بكيفه ؛ ف‘‘المستقبل‘‘ كان خندقه ؛ و ‘‘ التحالف ‘‘
كان ولاءه ؟.
و من كان يصدق أنّ جمال ولد كبود سوف يختاره الحزب الحاكم مرشحا
لبلدية كيفه ؛ بعد ما أعلنها للحقوقية زينب بنت سيديني ؟ ؛ إنّه الحظّ أو
الصدفة التي تجامل جمال غالبا.
و من كان يصدّق أنّ العمدة الحالي جمال ولد كبود سوف ينتزع رئاسة
رابطة من مجتمع قبليّ لا يمتلك فيها ظهيرا من نسيجه القبليّ ؛ و لو
كان أخواله مدادا له ما زادوه إلّا بثلاث عمد ؛ لا قبل لهم بثلاثة عشر لهم
ميسم واحد ؟ ؛ إنّها المعجزة.
في نظري أنّ ظاهرة جمال ولد كبود و من ورائه رجل الأعمال زين
العابدين في كيفه؛ تزداد تجذرا و رسوخا ؛ و تروّض الأرض لغرس شيء
ما ؛ نعجز الآن عن وصف ملامحه .
لكن الأيام بيننا ؟