((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا))
أفي شك أنت يابن بَيَّه
اسمح أيها العالم الجليل أن أخاطبك بهذه الكلمات التي خاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو خير منك وهو عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حين رأى في يده صحيفة فيها شيء من التوراة فقال له : “أفي شكٍّ أنت يابن الخطَّاب؟ ألم آت بها بيضاء نقيَّة؟ لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلاَّ اتِّباعي”
أعلم أن كلماتي هذه قد لا تصلك ولكنها ستصل بعض الذين يناصرونك حمية أو عصبية لتقول لهم إن الحي لا تؤمن عليه الفتنة وإن العلم لا يعصم من الزلل فقد قص الله علينا ((نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)) وفي ختام الآيات قال : … ((فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون))
اعذروني أيها الإخوة وأبناء العمومة الذين أراكم تدافعون عن الشيخ عبد الله بن بيه في شريعة ابتدعها لم يعرفها الشيخ المحفوظ ، ولا دعا إليها سلفه من العلماء الربانين المصلحين ، بل ولا عرفها هو نفسه أيام فتوته ، ونضج فكره ، وإنما أتته منقادة إليه بعد ما كبرت سنه ، ووهن عظمه ، وأحاط به المغرضون من الأقارب والمتتلمذين زورا عليه ، وعلى سلفه ، وهم إما مبشرون بالتنصير والتهويد ، أو ممن أغراهم الطمع ، أو أقعدهم الجزع ، فتم استغفاله واستدراجه ، فجاء بمنكر من القول وزور ، وألبسه برقعا وسماه عائلة ليلبس على الناس ؛ إذ لو سماه دينا لانفض الناس من حوله ، ولكنها حيلة لا تنطلي إلا على أعمى البصيرة ، ولا يقف معها ويدافع عن حاميلها إلا من لم يتمحض ولاؤهم لله ، فصاروا يقفون مواقف المحادة لله ورسوله والمؤمنين تعصبا لشخص أو قرابة أو علاقة دنيوية بحتة ، ولو عقلوا قول سعد رضي الله عنه وهو يحكم في حلفائه من بني قريظة بحكم الله من فوق سبع سماوات: “لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم” وبهذا الموقف وأمثاله من القيام بالحق نال منزلة الشهادة واهتز عرش الرحمن لموته لو عقلوا ذلك لما وقفوا موقفهم هذا مع من ينمي إبراهيم – عليه السلام – لليهودية والنصرانية ، أو ينتحل له دينا غير الإسلام ، وقد قال الله تعالى : ((ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين)) فالإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لجميع أنبيائه.
فياعبد الله بن بيه ويا حمزة يوسف ويا من تنسبون لإبراهيم اليهودية والنصرانية ((أأنتم أعلم أم الله)) ((أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون)).
وأكبر دليل – في نظري – على أن هذه الأكذوبة التي جاء بها هؤلاء قد صنعت على أعين الصهيونية العالمية الخبيثة وأتباعهم من اليهود والنصارى ويستغلون لها هؤلاء استدراجا أو استغفالا هي انعقاد مؤتمر “السلم” المزعوم في هذا الظرف الذي تعيش فيه الأمة أحلك ظروفها دون أن يتطرق بكلمة لما نعيشه في فلسطين بل ولم نسمع لأحد من قادتهم وعلمائهم كلمة بحق إخواننا غير أن الإمارات الراعية الأولى لهذا المؤتمر وهذه الديانة تعلن ولاءها للصهاينة وتشن حربا لا هوادة فيها على الإسلام وأهله
فهل بعد هذا تقول لي العلماء لحومهم مسمومة ؟ أقول لك أجل ولكن بعضهم يحمل في أفكاره سما ناقعا يحارب به الإسلام تنفيذا لأجندة أعداء الإسلام وأولئك قد أباحوا حريمهم بعد أن كان مصانا غير مستباح.
الأستاذ: أحمد باب احمت عبدي