لا مراء في وطأة المخزن و قبضته على أصوات الناخبين إن إراد ذلك فله في سياطه عليهم إلى حوضه العجب العجاب و إن كانوا نخبا مفكرين و علماء و مثقفين و نشطاء.
لكن في العقد الأخير خفف المخزن قبضته و ترك فسحة للنزال في النيابيات و البلديات و في الجهة بعد ذلك.
فشاهدنا احجام وزارة الداخلية عن التدخل المكشوف و الفاضح في مسار نتائج الانتخابات الماضية بعض الشيئ و إن كانت حنظلا على الحزب الحاكم.
و لذا توحي كل المؤشارات الآن على متابعة الإدارة الإقليمية نفس المنوال في الاستحقاقات الإنتخابية المقبلة.
هذا الحياد المتوقع لا يصب قطعا في مصلحة مرشحي الحزب الحاكم في مقاطعة كيفه خصوصاً.فهم يعولون على ترغيب الإدارة و ترهيبها و حتى غض الطرف عن ما كان يقع من خروقات جمة في مكاتب التصويت التي تصنع لهم الحدث. .
الكارثة التي يواجهها الحزب الحاكم في مقاطعة كيفه أنه يواجه أسود خزانه الإنتخابي بعد ان جرح كرامتهم ، و تجاهل هيبتهم في عرينهم ، و حملهم على المحك إما أن يكونوا كما يزعمون بقواعدهم الشعبية أو لا يكونوا.
فهاهو زعيم حلف الأصالة و المستقبل يحشد ما أوتي من قوة إنتخابية للإجهاز على مرشحي الحزب الحاكم في بلدية أغورط و كيفه و كورجل و كذلك يريد مع مرشح الحزب الحاكم في النيابيات.
و هذا ولد الغوث رمز تقليدي كالأسد المجروح لا يهاب المقارعة معه.
و هذا حلف الوفاء مكلوم من استخفاف الحزب الحاكم به، و قد أعدّ العدة لثأره.
مرشحي الحزب الحاكم في بلدية كيفه و في منصب نائب المقاطعة و في الجهة هؤلاء خصيصا يحتاجون إلى صيت يملأ سمع الناخب حتى يبصر بهم، و كارزما تستقطب إليهم من تهوى إليه أفئدة الناخب و يوجهها.
هؤلاء الثلاثة حتى الآن لا محل لهم من الإعراب في أغلبية تحركها العاطفة و تتحكم فيها القبلية ما داموا يواصلون السير على نفس الدرب.
.فالقاسم المشترك بينهم ضعف التعبئة و التحسيس و البعد من هموم الناخب البسيط الذي يتعتع في اسمائهم و لا يكاد يتخيل سمتهم.
مرشحي الإنصاف الثلاثة في مقاطعة كيفه ينتظرون يوم المعجزة يوم الاعلان عن فوزهم في بلدية كيفه و نائب المقاطعة و جهة لعصابه، إننا نبارك لهم تلك الأماني ، و إن كان عصر المعجزات قد ولّى .