كيفه: “تيار انصاف بنت سيديني” :إننا نريها داخل البرلمان ( رسالة)

كيفه: “تيار انصاف بنت سيديني” يستذكر عقودا من تضحياتها ويتطلع للمكافأة(رسالة)

نص الرسالة:
لم نكن في “تيار إنصاف السيدة زينب بنت سيدني” نظن أن تدفعنا الحاجة لعرض هذه المناضلة الكبيرة لمن يهمهم أمر حزبنا ويعنيهم شأننا العام، وطلب إنصافها ضد ما نعتقد أنه ظلم سياسي ارتكب في حقها منذ عدة سنوات.
انتظرنا حتى ترد الجهات المعنية الجميل لقائدتنا وشمعة النضال الشريف؛ وحتى تستجيب لطموحات وآماني شرائح عريضة مثلت لها صاحبتنا الأمل، وأحبت أن تبلغ مراتب القرار حتى تمسح على ما تبقى من جراح فئات دفعت شبابها ~وتلاه~ من عمرها ثمنا كي تُسمع وكي تجد موطئ قدم.

لقد واجهت المناضلة العظمية بنت سيدني العادات البائدة، وصمدت أمام جبروت المجتمع التقليدي وسطوة والدها الشيخ والعالم لجليل والزعيم التقليدي الموقر حين اعتنقت الفكر التقدمي وهي فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها 14 سنة؛ لتتعرض لما شاء الله من مضايقات وحبس وتنكيل حتى أثبتت صدق إيمانها ،وعظيم إخلاصها للمثل والقيم التي اعتنقتها فصارت واحدة من أشهر المناضلين في تاريخ المنطقة وعلى المستوى الوطني الأعم.

حيث برز حضورها في كل القضايا الوطنية والحقوقية، وحضرت العديد من المؤتمرات النسائية حول العالم فكان نجمها ساطعا بشهادة الجميع.
وقفت زينب إلى جانب الأرقاء السابقين ضد ممارسات الزعامات التقليدية وأساليب الإقطاع،فانتزعت الأراضي من الملاك القبليين لصالح الفلاحين، وناصرتهم بكل جرأة ، وأثناء الأحداث الأليمة في سنتي 89 و80 كانت في الموعد مع المتضررين من مجموعتنا الوطنية ( الزنوج) وحولت منزلها مأوى وحضنا آمننا لهم ،وتصدت للسلطات الإدارية والأمنية وللغوغائيين من اجل حماية مواطنين آمنت ببراءتهم ،وبالعواقب الوخيمة للأحقاد والضغائن والعبث بالوحدة الوطنية والتعايش السلمي .

كما استغلت علاقتها الأخوية مع وزير الداخلية يومئذ وحاولت اطلاعه على خطورة تلك الأحداث ،ورفعت له قضية اختطاف قطيع من الأبقار من باركيول باتجاه المجرية حيث تعهد لها الوزير ا بان جميع المشاكل المطروحة للمجموعة المحلية يمكنها اطلاعه عليها وانه يتعهد بحلها على الفور، مما قاد أخونا إفرا مودي على استرجاع قطيعه في ~زادة~ من أندر القصص.
مثال لا حصر يؤكد أن السيدة زينب كانت ومازالت من الشخصيات المؤثرة فى صناعة القرار من خارج دائرة السلطة رغم صغر سنها حينئذ.

كانت صاحبتنا كما يعرف الجميع شجاعة ومحاورة مقتدرة ، كانت تمتع بمهارات عالية في الإقناع وجذب السامعين ، وهي أيضا مستمعة جيدة لحجة الخصم.
مقتت هذه المناضلة الكبيرة منذ نعومة أظافرها الاستكبار والظلم وقاومته رغم تدينها وسمو أخلاقها وتشبثها بعادات المجتمع العادلة وأعرافه المفيدة البناءة.

كالإنصاف والإنفاق والإحسان على الجار والتواضع والتكفل بالأيتام والمعوزين وإصلاح ذات البين ؛ فكان مكتبها قبلة يتوافد إليها يوميا عشرات المتخاصمين ليتوصلوا بجهودها لصلح يحفظ العلاقة البينية ،ويوفر الجهد الكبير والوقت الذي كان يضيع في أروقة المحاكم.

.
بنت سيديني كما هو معلوم محليا ووطنيا وعالميا هي رائدة في العمل الجمعوي والخيري فهي من أسس الحركة النسوية في ولاية لعصابه والتي تضم اليوم 2000 تعاونية نسوية ، وهي أيضا من أسس منظمات المجتمع المدني في لعصابة ؛البالغ عددها 217 منظمة تضم من النساء 910 ومن الرجال 370 .
كل هذا من أجل التكامل ونشر ثقافة التعاون ومساعدة الضعفاء والتكفل بالمرضى.
هذه الجهود الجبارة النادرة لدى الرجال فضلا عن النساء وهذه الحصيلة الوفيرة لم تجعل من يهمهم الأمر يمنحون هذه السيدة المعطاء المكانة للائقة التي ترضي أنصارها الكثر.

ومما يدعو لاللأسف أن المناضلة انضمت إلى صفوف ما يسمى بالأغلبية التي تجمع القبائل وزعماء العشائر وأصحاب الأطماع ، ومع ذلك قدمت نفسها لنيل مقعد نائب عن مقاطعة كيفة لتتفاجأ باتصال في وقت متأخر من الليل يخبرها أن الحزب بعد الاطلاع على تقارير لجنة الترشيحات ونتائج التزكيات وحملة الانتساب الأخيرة للحزب والتي حاز فيها التجمع الذي كانت تؤطره على نتائج معتبرة رفع بموجبها 3 مناديب لدى مؤتمر الحزب، كل هذا جعل الحزب يقرر وباقتراح من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ترشيحها لعمدة بلدية كيفة ، وبعد التحضير لتشكيل اللائحة والعمل على إعداد الخطة وبرنامج الحملة وإدارتها، تحركت ماكنة التيار القبلي الجارف لكل الجهود العاملة على خلق حزب جماهيري قادر على الرفع من مستوى المسار الديمقراطي وتقوية دولة القانون والمؤسسات.
هذا التيار الذي لا يقيم وزنا لغير المال السياسي و التخندق القبلي عمل انقلابا على المقترح وحوله الى رقم ثاني في الجهة وما ادريك ما الجهة؟

هذا الانقلاب الذي قام بإجهاض حلم الكثير من سكان مدينة كيفه بل الكثير من المواطنين وحتى المناضلات في العالم العربي والإفريقي لأن السيد زينب شخصية وطنية انهالت عليها التبريكات والتهانئ من نساء من كافة الجهات والأقطار وبذلك الانقلاب تتكشف الأفكار التي تسود المجتمع. وتحول دون تحقيق ديمقراطية حقيقية ويمنع ما تعهدت به الدولة حول تمكين المرأة لأن المتاجرة بالمصالح والصفقات المبرمة تحت الطاولة تعمل على إضعاف مشاركة المرأة، في العمل السياسي إلا أن عددا من التقارير والدراسات يعتبر أن مستقبل المشاركة السياسية والمجتمعية للمرأة متوقف على المرأة ذاتها ومدى قدرتها على التصدي لمحاولات التهميش لدورها في المستقبل من قبل بعض القوى والنخب السياسية، ومدى قدرتها على الحفاظ على المكتسبات المجتمعية التي نالتها بنضالها الطويل وليس منحة من أحد.

ونحن في “تيار انصاف زينب” نرى أنها تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية هذا الانقلاب المشؤوم ، نظرا لصمتها وصبرها وإفساحها المجال أمام القبائل والمقاولين والسماسرة.
إننا كمناضلين نتوق لوصول شخصيات مقنعة لقبة البرلمان نوجه رسالة إلى الرائدة وعميدة النضال زينب مفادها انه لم يعد مقبولا اليوم الإسمترار في إجهاض المسار الديمقراطي كلما أظهر مخاضا مبشرا.
ونؤكد لها أن سكوتها على التهميش والوقوف ضد إرادة الناخب يضر بمكاسبها التي حققت بعد مسيرة نضالية طويل وندعوها إلى الخروج عن هذا الصمت، والتعبير عن جعل الشخص المناسب في المكان المناسب، والمضي قدما نحو تحقيق طموحاتها للوطن وندعوها للترشح في الانتخابات القادمة، وان لا تتقاعس عن خوض معترك الحياة السياسية بنفسها، والعمل من داخل فريقها السياسي.
إننا نرفع نداء عاجلا للهيئات العليا في حزبنا (الإنصاف ) من أجل مكافأة قائدة التيار وملهمة المرأة وحبيبة المهمشين وصديقة الجميع، السيدة زينب بنت سيديني .

إننا نريها داخل البرلمان ،وإن في ذلك من الصالح للحزب والدولة والمجتمع حجم ما قدمته هذه السدة خلال 4 عقود من النضال والتضحية من أجل موريتانيا موحدة وعادلة وديمقراطية.
كيفه في 9 أكتوبر 2022
تيار إنصاف زينب بنت سديني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى