استفحلت أزمة العطش في مدينة كيفه ، و بات الأفق مسدودا بلا بصيص أمل في حل أو علاج نضوب حنفيات المدينة ، و ظهر التشنج على المواطنين في بعض مظاهر الأحتجاجات التي كانت تنفجر بطريقة عفوية و خاصة في حي المطار و النزاهة ، لكن الطابع العام لتلك الأحتجاجات أنها كانت غير فاعلة و لا منظمة.
و في 8 مارس 2018م أنطلقت الشرارة الأولى لحراك ” ارواية كيفه ” ، و هي عبارة عن مجموعة من النشطاء و النخب المنحدرين من المدينة ، أخذوا على عاتقهم حمل عبء هم مدينتهم ، و الدفاع عن حقها الطبيعي في توفير الماء الصالح للشرب من طرف الدولة.
و من أجل تحقيق مطلبهم، قاموا بمجموعة من الأنشطة الإعلامية و الوقفات الأحتجاجية .
فأول وقفة كانت يوم 18 ابريل من نفس السنة و حضرها النائبان امادي ومحمد محمود ولد الغوث .
ثم تلتها ثاني وقفة كانت في آخر شهر أبريل أمام الولاية.
ومن ثم قام حراك ” ارواية كيفه ” بنقل حراكه إلى العاصمة من أجل ضغط أكثر على مركز القرار.
وكانت أول وقفة أمام الرئاسة يوم 14 مايو .
وتواصلت الوقفات في انواكشوط مع كل يوم خميس بعد ذلك ، من أجل أن تصادف عقد مجلس الوزراء.
ثم بعد ذلك نظموا مسيرة راجلة من كارفور لعيون نحو منصة الولاية.
بعد أن تم رفضها مرتين من طرف السلطات الإدارية المحلية.
تم توقيف منسق ارواية كيفه ورفيقه من طرف الشرطة بمدينة كيفه في السادس 6 ينيو .
وفي يوم 16 يونيو نظم الحراك
وقفتين متزامنتين أمام الولاية
والثانية أمام القصر الرئاسي.
وفي نفس الوقت كان المنسق وبعض النشطاء في بوگي لرفع لافتات تطالب بالماء الصالح للشرب لصالح مدينتهم كيفه.
و ذلك على هامش زيارة الرئيس السابق لإطلاق الحملة الزراعية هناك.
وهنأ تعرضت ” ارواية كيفه ” للمضايقة الشديدة قبل أن يتم طردها من ساحة أستقبال الرئيس.
كان هذا اليوم يوما مفصليا في تاريخ الحراك حيث أظهر قوته وتنظيمه ومن هنا بدأت السلطات في التفكير و التحضير لإنجاز مشروع آبار نكط.
و عندما أزف تدشين المشروع تسلل الفتور إلى حراك ” ارواية كيفه ” ظنا منها أن المطلوب قد حصل ، فالتقارير الرسمية كانت قد أكدت أن مدينة كيفه سوف تودع العطش سنين حين ترتبط شبكة المدينة بآبار نكط .
و بعد التدشين دخلت المدينة في دوامة عطش شديدة بررتها شركة المياه بإصلاح و توسيع شبكاتها و ذلك من أجل توزيع المتاح من المياه الصالحة للشرب حتى يصل إلى المطار و النزاهة و صنادير، و هو الوعد الذي تم إنجاز شقه المتعلق بإصلاح أنابيب الشبكة و بقي شقه الذي يتعلق بتوفير الماء الصالح للشرب.
و هنا يتسائل بعض المراقبين عن مستقبل ” ارواية كيفه ” النضالي ، فهل هي الآن في راحة محارب ! أم أن الخمول أقعدها؟.