ﻻ داعي لمزيد من الألم ،هل هناك من يريد أن يعرف كيف يتحدث سكان لعصابة وهم في فاجعة العطش وشدة حر الصيف ،عن مافي خلجات صدورهم واعماقهم ،عن رئيسهم الذي اخلصوا له،لعلك عندما تستمع لصوت قلوبهم و رأي عقولهم سيقولون لك ذاك الكلام الموجع الذي لوسمعه هو منهم في لحظة انفلات الأنا (عند افريد) لترأف بهم.
ليست العصابة من ستظل تتكلم بلغة الخنوع والخضوع كما سمعتم؛ انها أنبل وأشرف .ولو لم تكن كذلك لما كانت أصلا .
إن من يشوه أرضا حضنته لا يشوه اﻻ نفسه ومن يبشع ما كان جميلا في ماضيه لن يغفر له حاضره .
هل تعلم أن مدينة كيفة هي ثاني مدينة بعد مدينة انواكشوط ولاتوجد بها مخططات عمرانية منذو نشأتها؟
هل تعلم أن ازقتها مظلمة وتكاد تتفجر من الغيظ ؟
هل تعلم انها لم تشهد من التوزيعات المجانية الا مايشغل أهلها ويهلكهم تحت لفح أشعة الشمس الحارقة ؟
هل تعلم أنها لم تشهد تشييد طرق ولم يعبد بها إلا الإنسان لاخيه الانسان؟
اما اليوم فسأبقى أسأل عن كل التفاصيل عن كل كلمة قالها راعي ابقار اوحادي ابل في فيافي العصابة عن حلقات الشباب العاطلين عن غربة الفارين من جحيم الفقر وغياهب النسيان عن خرافات اصحاب المحلات وكؤس الشاي المثقلة بالركود والضرائب عن عدد الفقراء العاجزين عن اليتامى والمعوزين والأرامل وكبار السن الذين أقعدهم المرض عن الفلاحين وما أبقوا لشيخوختهم ، أسألهم ماذا وصلهم من برامج الرئيس ؟
وعن الساعة التي جاء فيها رسوله إليهم؟
والساعة التي غادرفيها عنهم؟
طبعا إنهم لن يقولوا كل شيئ دفعة واحدة؛ لكني مازلت اتلظى بالبدايات،انهم يتنهدون كلما زاد سعر القمح والعلف بالأسواق وأشتد حر الصيف وألم بهم العطش وخارت قواهم ونفقت قطعانهم دون أن يقولوا شيئا ؛فهم مع الأسف يخسرون فأنى إلتفتوا ﻻيرون إلا خرابا.ليتها تبدلت أوتقاربت أمنا الأرض!
فإذا كان رئيس اورواغي السابق،خوسيه مونيكا الذي اطلق عليه لقب أفقر رئيس في العالم بسبب اسلوب حياته شديد التقشف،قد استطاع تحقيق معجزة في وضع الرؤساء تاريخيا ، وذلك بامتناعه عن اخذ راتبه التقاعدي من خزينة وطنه ، فأنتم ايضا يمكنكم أن ﻻتنتظروا أبدا .
يحيى بيان