ألحّ كثير من القراء إعادة نشر مقابلة تمّ نشرها في وقت سابق مع المدير الحسين ولد امبيرك ، و نزولا عند رغبتهم فإننا قررنا تلبية مطلبهم مشكورين .
نص المقابلة:
وطني كوم : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
وطني كوم : رجاء بطاقة تعريفية مختصرة عنكم للقارئ الكريم ؟
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : اسمي الكامل الحسين ولد امبريك ولدت سنة 1971م، و أخذت شهادة ختم الدروس الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية ما بين 1979 م و حتى 1991م بكيفه،
الشهادات هي ؛
الباكلوريا في الآداب
( DEG ) في التاريخ الحديث
الوظيفة
و أستاذ من درجة السلك الاول في التاريخ و الجغرافيا ، خريج سنة 1997م.
تمت ترقيتي سنة 2015م مراقبا عاما في الإعدادية 4 ، ثم مديرا دروسا في نفس المؤسسة.
و التكوينات هي :
المعلوماتية
الصحافة الرياضية
الإسعافات الأولية
المجتمع المدني
بالإضافة إلى أني الآن أمين عام لمنظمة مدنية.
وطني كوم : نبذة مختصرة تاريخية عن عملكم السياسي ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : استهوتني السياسية من خلال استاذي آنذاك في ثانوية سكطار ، و الذي كان يعبئ و يحرض و يستقطب طلاب المؤسسة لصفوف المعارضة و خصوصا لحزب أتحاد قوى التقدم ؛ اذ كنت حينئذ معي زمرة من الشباب قد أغرتنا بعض خلاياه الحزبية و بالتالي قررنا الأنضمام إليه .
وطني كوم : انتسابكم كان عن قناعة ؟
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : لم يأت انتسابي في البداية لقوى التقدم عن قناعة بقدر ما كانت تعبر عن اندفاع و حماس الشباب الذي كنت حينئذ في باكورته.
لكن بعد ذلك فهمت السياسة لما كبرت ، فباركت طريقي ، و التي ثمنها الحزب بتعييني على رئاسة حملته في مقاطعة كيهيدي ، و بفضل الله تعالى حققت له فيها الكثير .
وطني كوم : سبب انسحابكم من قوى التقدم ؟
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : في السنوات الأخيرة جمدت عضويتي في حزب قوى التقدم استجابة لحراك داخل ” القديمة” يهدف إلى توحيد كلمتها.
إلى أن جاء الربيع العربي و شعار ” ارحل ” الذي رفعته المعارضة حينئذ في وجه النظام ، فأنسحبت كلية من حزب قوى التقدم خوفا على وطني ، وخشية أن يكون لي أي صلة سواء كانت من بعيد أو من قريب في إيذاء أي مواطن.
وطني كوم : جمدتم أولا عضويتكم في الحزب من أجل عيون ” القديمة ” ، ” القديمة ” الآن نائمة ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : سبب ضعف ” القديمة ” في نظري أن قوادها السياسيون لا صلة لهم بالميدان الجماهيري ، و بالتالي لا إحساس لهم بهموم ساكنة ” القديمة،
و حتى أن الجماعة التي أنتمي لها سياسيا تأتيها قراراتها من جهات عليا.
و انكماش نفوذ ” القديمة” السياسي في الحقبة الأخيرة كان أكبر مغذ يقف وراءه هو تعدد الأقطاب السياسية داخلها، مع اختلاف مشارب أطرها المؤثرين في صنع قرارها.
فكل إطار في ” القديمة ” يبحث عن بريق له، و عندئذ حين لا يجد لتحقيق مأربه سوى اقتطاع أسرته أو إسرتين من الساكنة ، لا يتورع عن اتخاذهم كقاعدة شعبية،يستنفرها في المواسم السياسية كلما لاحت له.
وطني كوم : يقال أن ” القديمة ” كانت أقوى من هذا ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : نعم في عهد شيبها و مشائخها في الماضي كانت ” القديمة ” أقوى ، يحسب لها حسابها السياسي و تجد مكانتها المعنوية و الحسية في جميع المناسبات السياسية، أما اليوم فنرى تقهقر تلك المكاسب و لعل السبب الرئيسي في ذلك هو تغلغل القبلية بين أبناءها و بالتالي انعكس على خغوت صوتها.
وطني كوم : من هو المسيطر قبليا الآن على ” القديمة ” ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : تأججت نار القبلية مؤخرا في ” القديمة” بعد أن كان حلف محمد محمود ولد محمد الراظي رحمه الله تعالى مهيمنا عليها من دون منازع في مرحلة معينة من تاريخ ” القديمة”.
لكن جميع القوى التقليدية الآن و خاصة في الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة استطاعت أن تخترق ” القديمة ” و أن تجد لها قواعد شعبية تتفاوة حسب نفوذها و حيويتها .
و لا أستطيع أن أحدد لكم تراتبية هذا التأثير و القوة داخل مجتمع ” القديمة”.
وطني كوم : لكن ماذا عن ” جماعة الخير ” ؟
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : ” جماعة الخير ” تشكلت على أنقاض ” حراك الدشرة ” ، و بسبب إحساس الرئيس بالخير ولد برك بالغبن و شعوره بالخذلان من مجموعته التي كان يعمل معها سياسيا ، و ذلك حين وجد اسمه في الخانة الثالثة من مقترحات الجماعة على الحزب ، في حين كان الأتفاق أ ن يكون اسمه في الرتبة الأولى المقترحة للترشح.
و بالتالي كان قراره في تشكيل ” جماعة الخير ” .
وطني كوم : ما هي أهداف الجماعة ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : تهدف ” جماعة الخير ” إلى استيعاب أبناء كيفه و ليست ” القديمة ” وحدها في بوتقة واحدة ، تنصهر فيها القبلية ، و يواسى فيها الضعيف ،و تقدم فيها المصلحة العامة على الأمور الضيقة. كما تهدف إلى الأنضباط الحزبي .
وطني كوم : نقاط ضعف ” جماعة الخير “ ؟
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : لعل نقطة الضعف الوحيدة لدى ” جماعة الخير ” تكمن في رؤية بعض النشطاء السياسيين في ” القديمة ” و وجهاءها للمجموعة على أنها جاءت من أجل مضايقتهم أو سحب البساط من تحتهم .
و من الغريب أن ” جماعة الخير ” جاءت لرصف صفوفهم و زيادة مكاسبهم و البحث عن مصالحهم.
وطني كوم : هناك من أعلن انسحابه ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : صحيح ، هناك من أعلن أنسحابه في ” القديمة ” ، لكن هناك الكثير من أعلن أنضمامه و من خارج ” القديمة ” .
وطني كوم : ما هو دوركم في حراك ” كيفه مدينة ” ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : حراك كيفه مدينة ” تتزعمه الحقوقية زينب بنت سيديني و كان تأسيسه بالمشاورة معي بالإضافة إلى رئيسي في المجتمع المدني يوسف سي ، و هذا قد يفسر للبعض اندفاعي في المبادرة ، و قد كنت مكلفا فيها مع يوسف سي بقيادة الشباب من أجل تعبئته.
وطني كوم : هل تنوي متابعة المشوار مع هذا الحراك ؟.
الأستاذاالحسين ولد امبيريك : أقول لكم بصراحة أنني صرت أميل أكثر إلى المجتمع المدني ، و العمل فيه،و ذلك بحكم موقعي ، فصرت رويدا رويدا أعزف عن العمل السياسي و النأي بنفسي عن همومه.
وطني كوم : لكن مشاركتكم في مبادرة ” مدينة كيفه ” الأخيرة كانت بحماس ملحوظ ؟.
الأستاذ الحسين ولد امبيريك : ذلكم يرجع إلى أهمية هذه المبادرة عندي ، لأنها تحتفي بمرشح الإجماع الوطني ، بل بأخينا و ابننا محمد ولد الشيخ ولد محمد أحمد و لو كان غبر ذلك لكان لي شأن آخر معها.
وطني كوم : شكرا لكم.