مترجم من الأصل الفرنسي في صفحة الأستاذ التيجاني ولد كريم.
في مصلحة الانعاش و العلاجات في مستشفى ” لدانتيك ” في دكار بالسنغال ، لوحظ أن جميع المرضى المحتجزين على السرير رقم 4 في غرفة الانعاش رقم 2 كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة في تمام الساعة السابعة صباحاً من كل يوم كيفما كانت حالتهم الصحية !
و أثارت هذه الموافقة الغريبة دهشة الأطباء ، فعقدوا جلسة عاجلةً قرروا خلالها فك هذا اللغز المحيِّر ، دون أن يستبعدوا أيَّ احتمال بما في ذلك السحر و نحس الطالع و مجرد الصدفة .
و في صبيحة اليوم الموالي و قبيل الساعة المشؤومة الموعودة ، استنفر جميع العمال قواهم و وقفوا يترصدون بكل حزم ذلك الشبح المجهول ، فمنهم من يتسلَّحُ بالقرآن في يده ، و منهم من يلوح في يده بالإنجيل ، و منهم من يستعد ليصميَ بآلاته الفاتكة ذلك القاتل الداهم .
أما أكثر هؤلاء تشاؤمًا فظلوا على أهبة الاستعداد لنقل جثمان الضحية القادمة على النعش المجهز في اتجاه غرفة الموتى بالمستشفى.
و فجأةً انفتح باب غرفة الانعاش رقم 2 على مصراعيه و منه دخلت السيدة “مامْ انديوباَ ” من مصلحة التنظيف . تقدمت بخطى ثابتة و هي تحمل معها سلة تتضمن مجموعة متكاملة من آلات التنظيف و أدواته .
و بهدوئها المعهود ألقت نظرة شفقةٍ على المريض المجاور قبل أن تمدَّ يدها بثبات نحو جهاز التنفس الآلي المساعد المركب في السرير رقم 4 فتنزعه بسلاسة من نقطة التوصيل الكهربائي و تضع مكانه حبل توصيل هاتفها العريق من نوع نوكيا 3310 !!
إذا كنتم تعتقدون أن تكاليف التعليم باهظة ، فحاولوا أن تقدروا تكلفة الجهل !
رحم الله السلف و بارك في الخلف .
مترجم من الأصل الفرنسي في صفحة الأستاذ التيجاني ولد كريم