“مشهد الإذلال” … عند مدخل كيفه
كانت ساعة اليد تشير إلى العاشرة إلا دقائق من ضحى اليوم السبت 17/10/2020 وكان وضعي النفسي في غاية التوتر و أنا احسب أنفاس ابن شقيقتي الذي لم يبلغ العشرين يوما من عمره، حيث بتنا الليلة الثانية على التوالي ونحن في دوامة من السهر و القلقد وبعد أن لم يجد علاح الأطباء في كنكوصه شيئا في حالة الربو التي حلت به و أحالت نضارة وجهه إلى مرآة عريضة تعكس ما في قلوب الكبار من حزن وحيرة وحسرة.
كنت حينئذ بين فكي أفراد دورية الشرطة المرابطة عند مدخل مدينة كيفه الجنوبي وعيني ترمق ماخورة مستشفى المدينة حيث أوقفني الشرطي طالبا أوراق السيارة وعلى عجل سلمته الأوراق فخاطبني زيادة في الحمولة وعدم وجود مخالصة الضريبة السنوية ثم أمرني بركن السيارة و اتجه نحو قائدهوسلمه الأوراق…
حاولت جاهدا إقناع “القائد” أني أحمل مريضا في حالة الاستعجال طالبا منه تلسماح لي بالمرور وافق على الأمر مع طلب أن أضع على الطاولة ما أطلق عليه ( أتاي الحكمة) وسريعا رميت عليها ب500 أوقية قديمة حيث سلمني الأوراق وغادرت…
بعد وصولنا المستشفى كانت حالة الصبي تستدعي الحجز و تركيب جهاز للتنفس و إجراء بعض الفحوص استغرق ذلك ساعات لأضطر بعدها للعودة إلى كنكوصه ببعض أفراد الأسرة لأن المستشفى لا يقبل سوى دخول فرد واحد مع المريض….. وهنا كان الموعد مع حلقة جديدة من الإمعان في الإذلال إذ أوقفني نفس الأفراد وبذات الحجة حاولت تذكيرهم بوضعي و أني لست في حالة تساعد على تسديد المخالصة خصوصا أننا في يوم عمل لكن دون جدوى…طلب مني الشرطي الأوراق سلمتهم إياه طلبت منه أن يسمح لي بالمرور مع استفاضة في شرح الوضع رد علي قائلا و ما ذا تحب أن أفعل أجبته فقط ما تود أنت فعله …. ليرد علي انزل إذن حيث تبعته إلى ذات القائد الذي طلب مني أن أمنحهم هذه المرة 2000 أوقية قديمة أو أذهب لجلب المخالصة …ذكرته ب”جولة الصباح” لكنه أصر على موقفه….
خرجت ألتمس أي علاقة تفيد …و أثناء إجراء الاتصال و طيلة دقائق التوقيف لاحظت أنه كل الأمر لا يعدو كونه “بزنسة” مكشوفة دون مراعاة لمشاعر المواطن و لا تقيد بالقانون …..
لا أمانع في الاعتراف بأن لدي مخالفة لكن لا يفوتني أن أندد بالتمييز في تطبيق الإجراءات والقوانين..
من صفحة محمد بن زروق