جرت إستحقاقات إنتخابية عامة على التراب الوطني في فاتح سبتمبر
الماضي ؛ و قد تميزت تلك الإستحقاقات على مستوى مقاطعة كيفه
بهيمنة ( حلف الأصالة و المستقبل ) على جميع ترشيحات الحزب
الحاكم ؛ وهو ما ولّد سخطا عارما داخل القوى التقليدية المناوئة له ؛و لا
أدلّ على ذالك من تراجع الحزب الحاكم بعد ذالك عن ترشيح الحقوقية
زينب بنت سيدين لبلدية كيفه ؛ و إستبدالها بالدكتور جمال ولد كبود
المقرب من القوتين التقليديتين الأكثر تأثيرا في المقاطعة.
فشل الحزب الحاكم أشعل الأزمة
بعد خوض غمار المنافسة و عجز الحزب الحاكم عن قطف نائبين اثنين
من نواب مقاطعة كيفه الثلاثة؛ صار الحزب الحاكم يعيش أزمة صامتة
داخل بعض أذرعه السياسية بسبب ما يراه من غبن سياسي صارخ ؛ فلا يعقل عنده أن يستحوذ ذراع سياسي تقليدي واحد على البلدية و النيابية ؛ و الجهة ،و أن يحظى الآخرون بخفي حنين.
أصل الأزمة
لكن هناك من يقول أنّ ( حلف الأصالة و المستقبل ) لم يعط في الحقيقة سوى حجمه الطبيعي في المقاطعة؛ فقد حصل وحده على نسبة 47% من وحدات الحزب الحاكم داخل المقاطعة ؛ مقابل 53% مقسمة على كثير من الفسيفساء السياسية .
و هو ما فهمه حزب الأتحاد من أجل الجمهورية و كافأهم عليه بكامل الكعكة .
لكن هناك قراءة أخرى أيضا تقول أنّ الحزب الحاكم في ترشيحاته الماضية لم يعتمد معايير واضحة ؛ و إنّما كانت القبلية و النفوذ لهما الدور البارز؛ و من حسن حظ ( حلف الأصالة و المستقبل ) أنّه يمتلك وزيرين حينئذ لهما اليد الطولى في قرار الحزب.
توقعات بعلاج الأزمة
و كان مرقبون يتوقعون أن يقوم الحزب الحاكم بعد إعلان النتائج بلملمة أوراقه مباشرة و ترميم جدرانه المتصدعة ؛ وأن يمتص كلّ الأزمات ؛و ذالك بتقديم وظائف مغرية للمغاضبين عليه من خلال تنازلات أو تعيينات.
و في هذا الإطار كان يتوقع كثيرون أن يلجأ الحزب الحاكم إلى تعيين النائب خطري ولد الشيخ وزيرا ؛ أو أي ترقية أخرى، من أجل إفساح المجال لخليفته الكحلة آكجيل و تذليل الطريق لها لدخول قبّة البرلمان ؛ و يكون بذالك قد كسب رضى الطرفين معا، و يكون أيضا قد كرر نفس السيناريو الذي حدث مع الزعيم ولد محمد الراظي.
ولد الغزواني و موقفه
و قد استطاع نظام ولد عبد العزيز أن يماطل بكل الملفات الحزبية الشائكة حتى آلت إلى طاولة نظام الرئيس الجديد ولد الغزواني ، وهنا يرى كثير من المراقبين أن الحظ قد يحالف الحلفين التقليديين ، لأن النظام الحالي له من المصالح الكثيرة في استرضاء الطرفين و الروابط الإجتماعية تجعلانه حريصا على خطب ودهما.
فهل نتوقع بعد هيكلة حزب الأتحاد من أجل الجمهورية تعيينا ساميا يرضي خطري و يجامل ” الحلفاء” ؟