رسالة الي رئيس الجمهورية: خذها مني قبل فوات الأوان.
سيدي الرئيس: بعد ما يليق بمقامكم من تحية واكبار لشخصكم الوقور ؛ يطيب لي أن أتوجه إلي معاليكم بهذه الرسالة الأولي التي أوجهها لأول مرة في حياتي ؛ لأعلي سلطة في البلاد ؛ نظرا لما لامسته من خلال اهتمامكم بالشأن العام والذود المستميت عن مصلحة البلاد ؛ خاصة بعد قراءتي المتأنية لبرنامجكم الثري والغني بمدي استجابته لتطلعات شعبنا الذي انهكه الجوع والعطش وقضت عليه الأمراض واقعده طول انتظار مآسيه سنين عددا ؛ والتي زادت بفعل غياب أي أفق للتعاطي مع مشاكله التي تزداد يوما تلو الآخر.
سيدي الرئيس : لقد استبشرنا خيرا وقت فوزكم الكاسح في الإنتخابات الماضية ولازال يحدونا ذلك ؛ إلا أن هنالك ما يقلقنا علي مسقبل البلد عندما يفتح الباب علي مصراعيه لعودة أباطرة الدوس علي ارادة الشعب وهو ما يشكل كابوسا واقعيا لقتل أمل الشعب بعد تنفسه الصعداء ساعة فوزكم الميمون في الإنتخابات الماضية ؛ حيث شرعتم لهم فرصة الانقضاض مرة اخري للعودة إلي الواجهة من خلال تشريع وتواجد المؤتمرين يوم أمس ال28 من ديسمبر 2019 في المؤتمرات ؛ لانطلاقة مؤتمرهم الذي ولد لدينا الخوف علي مستقبل البلد ؛ من خلال رؤية بعض رموز الفساد من بين الجماهير الضالة والمضلة ؛ التي حضرت المؤتمر وجلهم كان قد عاث فسادا في الأحكام الماضية؛ والبعض الآخر متهم بقضايا فساد المال العام؛ فبأي منطق تستطيع دولة ما القيام والتقدم المنشود مادمنا نتعامل مع نفس الاشخاص ونفس البارونات مذ الزمن الطائعي وحتي زمن الرئيس السابق وكأن الدولة لاتتوفر علي أطر اكفاء غير من عايشوا الانظمة السابقة وتلطخت أيديهم بأكل المال العام ؛ وافقروا الشعب ؛ إننا سيدي الرئيس نشد علي أيديكم اذا ما أردتم لأنفسكم أن لا تقعوا في شراك المفسدين وحبائلهم التي تنتشر في كل فج وتصطاد كل شيء حتي الحوت في قاع البحر ؛ كما نحذركم ممن باع الوطن بثمن بخس وبدد ثرواته بأقل ثمن عن طريق المحسوبية والزبونية والعشائرية؛ ولتبادروا للتخلص والتملص منهم في أسرع وقت ممكن؛ إنهم مجموعات تحاول دوما أن تلعب نفس الادوار مع كل رئيس جديد ومعه يتخلصون من جلودهم الماضية ليرتدوا جلودا غيرها ؛ فهم كالحية ؛ مع كل رحلة شتاء تغير ملابسها حتي تتكيف مع الظروف البيئية؛ لكنها تبقي هي هي ؛ مهما حاولت من جدة وتغيير لجلدها الخشن ؛ فالحذر الحذر سيدي الرئيس إنها تنفث بسمها القاتل من مسافات بعيدة لتصطاد فريستها ؛ فكذلك القوم يحاولون ارتداء أثواب قشيبة للتخفي والتسلل لاصطياد المناصب كي يدخلوا من الباب الواسع ويعودوا الي لعبتهم المفضلة وهو البحث عن الوظائف والثراء علي حساب الفقراء ؛ ولايهمهم الشعب ولا الوطن ؛ هذا هو ديدنهم وتينك نيتهم التي جاؤوا بها ومن خلالها الي المؤتمر.
سيدي الرئيس : نناشدكم الله أن توقفوا حيات الفساد منهكي الدولة بالمديونية التي لاترحم ؛ المديونية التي ستكون علي حساب أبناء الوطن ؛ إنهم لا يعبأون إلا بأنفسهم او من يشاطرهم من المفسدين في مسعاهم الخائب؛ فهم ليست لهم مبادئ لأنهم باعوها بثمن رخيص مقابل الحصول علي الوظائف وهو ما اتضح يوم التقي الفريقان عند عودة الرئيس السابق؛ حيث تفرقوا جبهتين لتقاسم الكعكة ؛ فمعظمهم رمي بثقله ؛ بغثه وسمينه ؛ بشحمه ولحمه في أحضان النظام وليس حبا او ولاء مطلقا له ؛ وإنما حفاظا علي الامتيازات التي حصل عليها في السابق ؛ والبعض وهم قلة تشبثوا بالنظام السابق وحالهم لا يبتعد كثيرا عن حال السابقين ؛ وهو تأكيد مطلق علي أن سياسيي بلدنا لا يمارسوا السياسة من خلال المبادئ ولا الأخلاق ؛ وإنما من خلال الخداع والمداهنة والمصانعة ؛ فهؤلاء السياسيون لا يتماشون والحكومة التكنوقراطية التي ولدت من رحم نيلكم لثقة الشعب ؛ فلم لا تنشئوا حزبا تكنوقراطيا يتماهى وحكومة التكنوقراط ؟ .
سيدي الرئيس : موريتانيا تحتاج لأمثالكم من الرجال الأفذاذ ولن تستقيم علي جادة الصواب إلا عند أخذكم لمعول الهدم وتحطموا كل أصنام المفسدين ؛ وتدحروا وتطهروا كل معاقل الدولة من أجل اجتثاث واستئصال أماكن الأعطاب والأوحال التي يتخبط فيها البلد ؛ فلا سبيل للبناء الا عندما تشنون حربا لاهوادة فيها علي هذا النوع من المفسدين؛ ليتم بناء الدولة علي أسس صلبة ووطيدة ينعم فيها كل مواطن بحقه الطبيعي .
سيدي الرئيس : موريتانيا لايمكن أن تظل مرتعا وملاذا ءامنا للعبث والعابثين ؛ يدورون في فلك كل من حكم البلاد دون رقيب او حسيب ويتلونون مثني وثلاث ورباع وخماس ؛ لايخافون ولا يحتشمون من أكلهم للمال العام ولا يتورعون عن تكرار السيناريو لمجاراة كل الرؤساء ؛ بغية مواصلة ألاعيبهم الجنية الجهنمية التي تهوي أفئدتهم الهوان إيمانا لها ؛ فهم لايخافون من يوم كان شره مستطيرا ؛ يوم تشيب فيه الولدان ؛ يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ؛ أفلا تتعظوا يا مؤتمري حزب الإتحاد؛ ؟ إن اتحادكم لن يغني شيئا عن محاسبتكم يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم ؛ اتحدتم علي نهب ثروات الشعب والعبث بمقدراته ؛ تتحدون علي تفقير وزيادة الهوة واتساعها بين الفقراء والأغنياء؛ إنه اتحاد ضد الوحدة الوطنية؛ إتحاد ضد المساواة ؛ ضد العيش الكريم ؛ ضد الصحة الجيدة والتعليم الأجود لأبناء الفقراء والمغبونين ؛ ضد مصالح البلاد والعباد ؛ ضد الإصلاح الإداري وأخيرا ضد الولاء للوطن علي حساب ملء البطون والجيوب ؛ فلقد أخذ الإتحاد حظه من اسمه فما أقدركم علي التفنن في سك وسبك المفاهيم المغلوطة والمغلفة بيافطة الإصلاح ظاهريا والغاصة بالفساد باطنيا ؛ وأخيرا سيدي الرئيس ؛ فان إجتماعهم يوم أمس كان مؤامرة علي مواصلة انهاك الدولة وإدامة الفساد والقضاء بشكل او بآخر علي أمل الشعب من خلال الدوس علي برنامج ” تعهداتي ” الذي أفرغ من شحنته بعد اجتماعهم الأخير ؛ انهم يتسللون لواذا لقتل عهد الأمل وحشر البلاد وانحسارها في دائرة دوامة الفساد والكساد ؛ فخذها من ناصح أمين .
ذ / السيد ولد صمب انجاي
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
كيفة بتاريخ: 30 / 12 / 2019