لا يكابر أحد فى الاثار الدموية الكبيرة التى نتجت عن الربيع العربي والتى ما زالت الشعوب والدول تدفع فاتورتها غاليا من الأرواح والسيادة والاقتصاد والتماسك الداخلى للشعوب .
ومع ذلك فان ومضات داخل النفق تظهر من تحت الركام لا ينكرها أيضا الا مكابر فتونس والجزائر وغيرهما من النماذج لا يمكن الا أن تسجل فى المعدل التراكمى الايجابي للربيع العربي .
كما أن التمايز الواضح بين أصحاب المقاربات والولاءات المختلفة يعتبر فى نظري من أهم ما يحسب لذلك الربيع .
و قد قال تعالى فى شأن أحد .. ” ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب “.
والذى ينظر للساحة العربية والاسلامية الان يتجلى له بوضوح ودون عناء تفكير تمايزا واصطفافا رسميا وشعبيا .
وأظن أن هذا التمايز أكثر جلاء فى قمة اكواللمبور بماليزيا ….
لقد سمعنا هتافات من تلك المنصة يطلقها السيد أردكان وزملاؤه تسقط حكم الوصاية الاستعمارية المتمثلة فى الدول الخمس دائمة العضوية ..
لقد سمعناهم يحملون مشاكل أمتنا يتكلمون بالضمير الجمعى لامة الاسلام ، وجدنا الاستشارة والمشاركة من حملة العلم وورثة الانبياء، و التشخيص الكامل والحلول الناجعة التى قدمها شيخنا الشيخ محمد الحسن الددو ..
لا شك أن قمة اكواللمبور لها ما بعدها وهى تدل أن الدماء المباركة التى تدفقت فى رابعة والنهضة وبلاد الشام وليبيا وفلسطين ودم الشهيد باذن الله الرئيس مرسى أن تلك الدماء قد أنبتت واثمرت ومن ثمراتها المباركة قيام هذا التجمع الاسلامى الكبير الذى إجتمع فيه الساسة على أعلى مستوى والعلماء من أعلى مستوى وانما تصلح الامة بصلاح علمائها وأمرائها ..
فتلك طبعة جديدة من الربيع العربي الذى تشاءم به بعض وتربص به ءاخر…. فليت شعرى ما الخطوة الموالية للطرف الاخر.
السلام عليكم.