كثيرا ما نعمد إلى تشبيه بعض النشاطات المزيفة التي يقام بها في مجالات مختلفة بالمسرحية دون أن نضيف إلى هذا الوصف عبارة: سيئة الاخراج ، و هذا لعمري ظلم في حق العمل المسرحي الذي هو في الأصل عمل نبيل يهدف إلى تسليط الضوء على بعض السلبيات التي يجب أن نعالجها أو بعض الإيجابيات التي يجب أن نقتدي بها داخل أي مجتمع من المجتمعات.
إن ما نشاهده هذه الأيام من تدشينات هنا و هناك لا يعدو كونه مسرحية سيئة الإخراج بهدف طمس الحقائق الماثلة للعيان و إيهام الرأي العام بحصول انجازات خرافية، لكن حقيقة هذه النشاطات واضحة كالشمس في وضح النهار فهي ليست سوى دعاية انتخابية للرفع من حظوظ مرشح النظام في الانتخابات القادمة حين شعر القائمون على السلطة أن مرشحهم سيعاني الأمرين من أجل سد ثغرة المأمورية الثالثة.
إن مثل هذه النشاطات ليست سوى احياء للنعرات القبلية و الجهوية و يتجلى ذلك بوضوح من خلال الصور ذات الرأسين التي يحملها مستقبلوا سيادة الرئيس في كل المحطات التي يصل إليها مرفقة بلافتات ذات طابع قبلي و جهوي بل و حتى شخصي.
إن المتتبع للشأن العام في هذه الأيام لن تخطئ عينه و لا سمعه احتجاجات و مطالبات هنا و أخرى هناك بضرورة توفير الحاجيات الضرورية للسكان كالماء و الكهرباء و زيادة الأجور و التدخل من أجل الحد من غلاء الأسعار و ضرورة توفير الأمن للناس في بيوتهم ، و ضرورة ترك حرية الاختيار للناخبين من أجل اختيار الأصلح دون ضغط مادي و لا معنوي…
إن على بائعي الضمائر و اللاهثين خلف المصالح الخاصة أن يدركوا – قبل فوات الأوان – صحة المثل الحساني القائل: المدرك بالايام عريان.
كما أن على سيادة الرئيس أن يدرك جيدا أنه لن يكون أحسن حالا لدى هؤلاء من سابقيه من الرؤساء في هذا البلد و ما معاوية منا ببعيد و لعله يلاحظ بجلاء كما يلاحظ الكثير من المراقبين أن بوصلة التزلف بدأت تميل لصالح رفيق دربه بعد أن كان أغلب هؤلاء يحمل لواء المأمورية الثالثة و لا يبغي بسيادة الرئيس بدلا.
محمد محمود ولد العتيق