ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍلسادسة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ

قد قالت له امرأة منهم مسنة يوما، ورأته قادما: مرحبا، مرحبا، مرحبا، ليس ترحيب أهل القبلة، أتدري ما ترحيبهم؟ قال: لا، قالت: إذا رأوا شخصا مقبلا، قالوا: ماه، ماه، ماه، حتى إذا دنا منهم، قالو بعدد ذلك: مرحبا، فكانت “مرحبا” تتمة لـ “ماه”، أي لا مرحبا بك. تريد أن ترحيبها به ترحيب صادق، وليس الترحيب المعتاد عندهم. وقال لي عبد الرحمن الربع (أولاد أبيري)، إن من أسباب حبه الأقلال، دون سائر القبائل، أنه كان إذا جاء الرجال الذين كان الوالد يجالسهم في الحي عصر كل يوم، قام له الوالد، فضمه إليه، وأراه الحب، وفسح له في المجلس. ولقيت المصطفى بن عبد الدائم (تركز) يوما وأنا خارج من مسجد الحي، ولم يعلم بوفاة الوالد إلا بعد انتهاء أيام العزاء، وكان الدمع يحدر من عينيه، وكان يبدي الحسرة على وفاته، وكان سيدي صديق والده: لقد كان سيدي رجلا عجيبا! كان من أخلاقه أنه لا يردُّ على أحد، ولا ينازعه الكلام!
ولعل مرد بعض ذلك الحب والقبول اللذين وضعا له إلى ما قال هاشم بن عبد الله، شيخ شرفاء امْبودْ: آل مكي نعناع بيوتات الزوايا، وكل أسرة ارتبطت بهم، كانت أعظم شأنا من أبناء عمومتها، علما، وجاها، وعزًّا، وكرما، وصلاحا (انتهى كلامه). ولا غرو أن يكون ذلك؛ فالله -تعالى- يقول: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه)، وكان آل مكي بما قد علمنا من العلم والصلاح والفصل، وقد جمع الوالد إليهم خؤولته في آل أخيارهم، وهم أهل بيت علم وصلاح أيضا، وهم الذين ربوا الوالد.
وكان محبا للقبيلة، ومن أحبها إليه أهل الطالب جدو، وأهل بو مالك، وكانوا -رجالا ونساء- يبادلونه حبا بحب. وكان من أحب أهل الطالب جدو إليه أهل محم، وكان يرى أن ذلك الحب كالموروث عن والدنا الطالب مصطفى، فقد كان يحب والدنا شاو -رحمة الله عليهما- حبا جما، وظلت تلك المحبة يرثها الخلف من أبناء شاو والطالب أحمد جدو بن نختيرو بن الطالب مصطفى عن السلف، إلى اليوم. وكثيرا ما سمعت الوالد -رحمه الله- يقص طرفا من أقاصيص ذلك الحب….ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ

ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻮﺙ،
ﻭ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﻗﻊ : ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﻮﺙ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى