كيفه : الفقر أسوأ أشكال العنف /محمد عبد

الفقر هو أسوأ أشكال العنف  فدائرة العنف دائمًا تنمووتترعرع في أوساط الفقراء والتطرف  أيضًا يجد الفقر مناخًا مناسبًا ليختبئ خلفه،  فالدولة تتبع   أسلوبًا عجيبًا في القرارات  وتتجاهل كل الأحداث التي يمكن أن تعمق جراح الفقراء.

ومع تكرار القرارات التي تزيد الفقراء فقرًا وترك الحكومة الغلابة فريسة سهلة للمحتكرين والتجار، أجد نفسي مجبرًا على الظن بأن الحكومة تحاول القضاء على الفقر عن طريق طحن الفقراء، وتحاول دعمهم عن طريق حرق مصادر دخلهم، فهل تدعو الحكومة الفقراء للعنف أم أنها تضع ضوابطًا جديدة للفقر في في موريتانيا

لا شك أن الفقر هو من أخطر الآفات التي يمكن أن تقضي على المجتمعات، فالفقر يلازمه الجهل، والجهل عدو الاقتصاد ومن أبجديات التنمية الاقتصادية محاربة الفقر، إنها فعلاً دائرة مغلقهفلا سبيل للتنمية بدون القضاء على الفقر ولا سبيل للنجاح في ظل الفقر.

عمومًا المجتمع الموريتاني يتكون  من أغلبية فقيرة بالإضافة إلى جزء صغير يسمى بالطبقة المتوسطة، وهي تسمية لا أظنها صائبة، فيمكن أن نسميها فقراء من الدرجة الثانية، واغنياء في القمة.

والطبيعي أن دور الحكومة أنها تنظم توزيع الثروة ما بين الأغنياء والفقراء، وبالفعل هي تفعل ذلك ولكن للأسف بشكل عكسي، وهذا الأمر ظهر بشكل جلي  فالحكومة قررت رفع التعريفة الجمركية على أغلب السلع  والفقراء هم الضحية، الاسعارفي ارتفاع والفقراء هم الضحية،
كما أنها قررت رفع أسعار الأدوية   وهي أدوية الفقراء  بالإضافة إلي زيادة فواتير المياه والكهرباء والغاز
عمومًا، كل هذه القرارات والممارسات تقول إن الحكومة تتبع سياسة طحن الفقراء، لا أعرف ما السبب أو الهدف ولكن هذا ما يحدث الآن على أرض الواقع، لكن على الحكومة أن تعرف أن هذه الفقاعة لو انفجرت ستأكل الأخضر واليابس، فالبطون الجائعة لا تنام والفقر كالسرطان كلما أهملته زاد انتشاره.

ولعل ما يحدث من حولنا يكون عبرة للحكومة  فالأزمات المالية الطاحنة أشعلت شرارة ثورة الجياع في البلدان وسادت الفوضى وتفشت الجريمة وانهالت أعمال النهب والسلب على الشوارع، وبالطبع حال موريتانبا حتى الآن بعيد عما يحدث في الجوار، لكن استمرار سياسة الحكومة الحالية سيدفعهم إلى هذه الحالة لا محالة.

فعلى الحكومة تعلم الدرس فقد انقلبت الموازين في دول عديدة  والخطر ليس بعيدًا عنا، فمن يضغط الفقراء لا يلومن إلا نفسه، فالفقر أسوأ أشكال العنف، وهو قنبلة موقوتة فاحذروا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى