بئسَ السلوك: الزواج بالأجنبيات
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مُؤخرا صوَرا لشباب مُغتربين تزوجوا بنساء مسيحيات في دول أجنبية كآنكولا وكندا وفرنسا وإسبانيا والهند…
وقد حَز في نفسي هذا المشهد المؤسف، حيث إن بعض الرجال في المجتمع الموريتاني يُطوِّقون أخواتهم بسُورٍ طويلٍ وحِصْن مَنيع يَحولُ بينهن مع الزواج، بحيث لا يتقدم إليهن خطيب إلا ردُّوه على عَقبيه بحُجج واهية مُخالفةٍ للشرع الحنيف والعقل السليم، ثم تراهُم يتزوجون بالأجنبيات تاركين بنات عمِّهم حَبيساتٍ لعقولهم المتخلفة وأفكارهم المتعفِنة، لا هم تزوَجوهن، ولا هم تركوهُن يَتزوَجن.
أقول لهؤلاء إن من يتزوج بالأجنبيات عديم الغيرة على بنات عمه، ولا يُعير اهتماما لمصلحة مجتمعه، ولا يَنظر إلى مآلات الأمور، بل إنه لا يَرى أبعد من أنفه وقضاء شهوته.
إن الزواج بالأجنبيات تترتب عليه أضرار اجتماعية لا حصر لها من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر:
1 زيادة نسبة العنوسة في المجتمع الموريتاني.
2 أن يَكبر أبناؤك خارج محيطهم الاجتماعي.
3 أن يتنصَّروا أو يتهَّودوا حسب ديانة أمِّهم.
4 قد يَصعب عليك نقلهم من الدولة الأجنبية.
5 أن يجهلوا اللغة العربية، وهي لغة الإسلام.
لذا ينبغي للشباب الموريتانيين المتهافتين على الزواج بالنساء الأجنبيات أن يتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا ولِجَمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) والأقربون أولى بالمعروف، والمسلمات أطيب من المسيحيات قال الله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمِن ولأمَة مُؤمِنة خيرٌ من مُشركة) ومن المعروف أن أغلب المجتمعات المسيحية أصبحت تميل إلى الشرك والإلحاد.
والغريب أنك حين تعاتب هؤلاء الشباب على هذا السلوك المنحرف يقدمون لك عذرا أقبح من ذنب، ويقولون إن العادات الاجتماعية هي التي ضيقت عليهم الخناق وجعلتهم يهربون من الواقع المرير.
وهذا يعني أنهم أشباه رجال، ولا رجال، فلو كانوا رجالا حَقا لتصدَّوا لهذه العقليات السلبية بشجاعة وحزم، وسعوا في مُحاربتها بدل الخنوع لها، أو الهروب منها إلى ما هو أسوأ وأكثر ضررا.
وحتى نكون منصفين، لن نلقيَ باللوم على الشباب ونترك المجتمع دون عتاب ولا حساب، وهو الذي يتحمل الجزء الأكبر والأوفر من استفحال العنوسة التي تعتبر من المظاهر المُضرة بالمرأة والأسرة والمجتمع على حد سواء، ولها أسباب معروفة، منها ما يعود إلى المرأة، ومنها ما يعود إلى الأسرة، ومنها ما يعود إلى المجتمع.
فأما ما يعود إلى المرأة فيتجلى في أمانيها وخيالها المجنح الذي يسبح بها في المستحيل، حيث تريد رجلا متكاملا سالما من أي عيب بدني أو معنوي، وهذا غير موجود إلا في خيالها.
وأما ما يعود إلى الأسرة فيتمثل في كثرة الشروط والمواصفات التي تطرحها لمن يرغب في مصاهرتها، مع العلم أن بعض هذه المواصفات مخالف للشرع.
ومنها ما يعود إلى المجتمع حيث تتدخل العادات والتقاليد الجاهلية المَقيتة التي تقوم على الأوهام التافهة والعقليات البائدة المدمرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
أما أنا فوالله لقد تمنيت أن عندي ألف رجل يتبعون لي ويأتمرون بأمري لألزمتهم بالزواج بالموريتانيات، سعيا في نشر العفة ورغبة في القضاء على العنوسة
بقلم / سيدي ولد أحمد مولود