في بلاد الشام وما حاذاها من بلاد العجم تنتشر سُلالةُ ملكية لقبُها الإمبراطوري : ” المِرياع ” ..
والمرياعُ شيخ قطيع الغنم، وأصله خروف يؤخذ فورَ ولادته ويُبعدُ عن أمه، فلا يرضعُ اللُّبا ولا اللبن ..
تتمّ العناية به وتربيّتُه تحت كنفِ حمار ليترعرعَ في حضرته دونما اختلاط بقطيع الغنم، يرضع اللبن من زُجاجةٍ معلقة علي مؤخرة الحمار في أحسن حالاته، وأحيانا يرضع الأتان فيصير بذلك شقيقا للجحش ابن الحمار ويَستحيل من خروف إلي تابع للحمار الذي يظنه أباه وأمه، يتبعهُ حيث سار وأني ذهب، مسحٌ دماغيٌ مُمَنهجٌ من طرف الراعي ..
لاحقاً عندما يشتدُّ عود المرياع ويتضخم جسمه، يُعلق برقبته جرسٌ يُسمي ^ القرقاع ^ إيذاناً ببدإ المهمة القيادية لقطيع الغنم خلف الحمار المُدرَّب علي السير باتجاه المرعي ..
غسقَ كل صباح، يتحرك الحمار باتجاه المرعي فينهضُ المرياعُ سائراً خلفه، فيتحرك القرقاعُ _ الجرس _ المعلق برقبة قائد القطيع فيهبُّ القطيع في إثر قائده، وقائده يسير خلف الحمار القائد الأعظم !..
يُحكي :
يُحكي أنّ مرياعاً تقدّمَ قطيعه ذات يوم في منطقة وعرة، وسار حتى وصل حافةَ واد سحيقٍ وانزلقت قدماه الأماميتين فسقط أسفل الوادي .. ما كان من القطيع إلا أن لحق به واحداً تلو الآخر بحكم التبعية المطلقة للزعيم المخلص الهادي إلي المرعي !..
ولستُ هنا أقول بأن عزيزاً هو {……} أكرمكم الله، والغزوانيُّ مرياعٌ وزيدانُ قرقاعٌ والمتمصلحون من تابعيهم قطعان
الحسن ولد امان