ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ،ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ؟/عبد الفتاح ولد اعبيدن

ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻰ ﺑﺚ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻰ ﻗﻄﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ . ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ، ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺀ . ﺑﻞ ﻳﺠﺰﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﺑﻠﻎ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ . ﻭ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ، ﺗﻌﺮﻑ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭ ﻳﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ،ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺗﺪﻗﻴﻖ ﺃﻭ ﺳﺎﺑﻖ ﺇﻧﺬﺍﺭ .!
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻣﻮﺍﺷﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ،ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ،ﻳﻠﺘﻘﻰ ﻣﻊ ” ﺳﻤﺴﺎﺭﺓ ” ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ . ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻳﺘﻮﻧﻰ ﺑﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ . ﻭ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻓﻮﺭﻳﺎ ﻧﻘﺪﻳﺎ،ﻭ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭ ﻳﻌﻴﻦ ﺃﻃﺮ ” ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺛﻤﺮﺓ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ .! ”
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻭﺭﻳﺎ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ،ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﻧﻪ ” ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ” ،ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺇﺑﻄﻪ ،ﺑﺎﻛﻠﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ،ﻣﺰﻭﺭﺓ ﻃﺒﻌﺎ .!
ﺇﻧﻬﺎ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ، ﻟﺴﻤﻌﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﺮﻧﺎ ﻭ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ،ﻭ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ،ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﺒﻀﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻘﻪ ﻭ ﻳﺴﻴﺮﻩ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺠﻬﻼﺀ ،ﺩﻭﻥ ﺭﺗﻮﺵ .!
ﺗﺰﻭﻳﺮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ،ﺗﺰﻭﻳﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ،ﻭ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ،ﺇﻟﻰ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻓﺤﺴﺐ،ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﻭ ﺇﺛﺒﺎﺕ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﺻﺮﺡ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ،ﻭ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺳﻴﺠﺪﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ،ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻟﺬ ﻭ ﻃﺎﺏ ﻣﻦ ” ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺕ ” ،ﺛﻢ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﻟﻠﻤﺨﺰﻥ ﻟﺘﻮﻇﻴﻔﻬﻢ،ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻄﻮﻝ .!
ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻳﻮﺻﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻠﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﺎﺀ .!
ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺯﻭﺭ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﺍﻟﺒﺎﻛﻠﻮﺭﻳﺎ،ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺯﻫﻴﺪ،ﺛﻢ ﺯﻭﺭﺕ ﻟﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ،ﻭ ﻭﻇﻒ ﻓﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻓﻖ ﻣﺮﺑﺢ ،ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻛﺪﺱ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ، ” ﻭ ﺧﻞ ﺷﻰ ﺍﻓﻮﺕ ” ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ .
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺮﻕ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ،ﻳﺘﺮﻙ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﺴﻴﺮ، ﺧﻄﻮ ﺣﻤﺎﺭ ﻛﺴﻮﻝ ! ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻣﺤﻞ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺘﻌﻤﺪ .!
ﻭ ﻓﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﺭﺟﻼﻥ ﻓﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ،ﻭ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻳﻄﻠﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻣﺼﺮﺣﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ .!
ﻭ ﻓﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻭ ﻣﻸﻭﺍ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ،ﺻﺒﺨﺎ ﻭ ﻧﻔﻮﺫﺍ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﻠﺘﻬﻮﺭ .!
ﻃﻴﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻇﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﻤﻨﺢ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻭﺯﻳﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﺤﺔ،ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻨﺢ ﻟﻠﺮﻭﺱ ،ﻓﺎﺳﺘﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺭﻗﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎ،ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻩ،ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ .!
ﻭ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ،ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﺗﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ! ،ﻭ ﺃﻏﺮﻗﻮﺍ ﺳﻠﻜﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ، ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺊ ﺣﺎﺳﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻬﺰﻟﺔ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى