إنها شائعة لكنّها صادمة لمن يهمّه الأمر ؛ و واعدة بالنسبة لأصحابها ؛ هيّ الآن
أقرب إلى الخيال السياسي منها إلى الواقع المعاش .
لكن عوّدتنا مقاطعة كيفه على رمالها السياسية المتحركة و زوابعها العاصفة ؛
إنّها شائعة تشكيل حلف جديد في الأيام القليلة المقبلة بين كلّا من بالخير
ولد برك و لمرابط ولد الطالب المين و زين العبدين ؛يقتحمون بها أهوال
الأستحقاقات المقبلة و يروضون بها قبل ذالك الأحلاف التقليدية.
هذا الحلف لا أستبعده و القرائن تحفل بقيامه ؛ فهؤلاء الثلاثة كلّ واحد منهم
يبحث عن موطئ قدم داخل مقاطعة كيفه العصية عليه فتح أبوابها ؛ و كلّ
واحد منهم يفتش عن سند ضنّت به عليه المشيخة التقليدية.
و كلّ واحد منهم سوف يجد فيه الحزب الحاكم ضالته ؛ فبلخير من خلاله سوف
يدخل بيوت القديمة ؛ و لمرابط من خلال إختياره سوف يمكن أن يغلق نافذة
الخلاف بين ديسق و وواد أمّ الخزّ ؛ فذالك مرتعه و هذا حضنه .
أمّا رجل الأعمال زين العابدين فهو المترجم الحقيقي لهوى الحزب الحاكم .
النقاط المشتركة بين بالخير و لمرابط كثر فالأول المكان اللذي يرتع فيه سوف
يضايق به جزما حلف سيد محمد ؛ و المكان الثاني اللذي يرده لمرابط سوف
يزاحم به قطعا حلف ولد الغوث .
إنّ الدليل القاطع على حدوث هذا الحلف في المستقبل ؛ هو تنصلهم جميعا
من الألتزامات و التنسيقات و التعهدات مع أيّ حلف تقليدي إلى حدّ هذه اللحظة .
فبلخير رفض في إنواكشوط التنسيق مع حلف الاصالة و المستقبل ؛ و لمرابط
تهرب بالأمس من التنسيق مع ولد الغوث .
ألا يعني هذا أنّ الرجلين يكتمان أمرا؟ .
إن صحّ ميلاد هذا الحلف فهو يعني أنّها حرب عشواء على الاحلاف التقليدية في
المقاطعة ؛ و خاصة حلف ولد الغوث و سيد محمد اللذان غنّيا خارج السرب في
الأنتخابات الماضية. فالأول ذهب مغاضبا إلى الوئام ؛ و الثاني نافس بالشباب.
هل يفعلها الحزب الحاكم ؟ ؛ إنها السياسة تصنع رجالها بين عشية و ضحاها