في هذه الأيام الساخنة بوهج شمسها الحارقة و سمومها اللافحة ؛ يبدو أنّها لا
تشفق على بعض المنافسين و تطحنهم طحنا ؛ لا شفقة فيه و لا رأفة ؛ ( و تلك
الأيام نداولها بين الناس ).
إنّ النتائج الأوّلية اللتي تشي بفوز ساحق لحلف العالية على غريمها العمدة
السابق ألمين ولد خيّن كانت مدوية و مزلزلة و طاحنة لخصومها.
و من اجل أن تفهم أكثر عليك أن تعرف أيّها القارئ الكريم أنّ مركز ثقل الجبلين (
العالية و ألمين ) يوجد في مركز بلدية الكران ؛ أمّا أطرافها فيوجد فيه تبّع لهما
من المهاجرين أو القاطنين الأصليين ؛ يتنافسان عليه و يقتاتان بهم.
حلف العالية بنت منكوس سوف يبقى جاثما على صدور مناوئيه لفترة طويلة ؛ و
من يريد منازلته عليه أن يطيل شأوه ؛ و هذه هيّ الأسباب :
حلف العالية ورث شرعيّة المشيخة التقليدية ؛ مما يعني أنّها في مخيّلة
الساكنة التقليدية لها الأحقية في الصدارة و الأسبقية في التفضيل على
الآخرين و الزعامة عليهم ؛ و هذا حقّ طبيعيّ من مشيئة الأقدار لا غالب له ؛ أمّا
في مخيّلة النخبة و شباب العاطلين عن العمل هم باب التوظيف و سلّم التألق
في الوظائف.
هذه ليست قناعتنا ككتاب وإنّما هيّ ترجمة لمخيّلة الموريتانيين و كيفية
تفكيرهم.
حلف العالية إستطاع لحدّ الآن خطف جلّ الوحدات في عقر دار مناوئيه ( أربع و
عشرين مقابل سبع ) ؛ فما بالك في ديار المهاجرين في البلدية و أولائك
المتعايشين معهم ؛ و منذ أمد بعيد شاركو ا مع مشيختهم التقليدية أيّام
الجدب و العطش و ساعات الحرب و السلم؛ و إن كان يطمع الحلف المناوئ
فيهم واه و واه ؛ ولن يجد منهم سوى سؤر لا يسمن و لا يغني من جوع.
العالية بنت منكوس ( لبؤة هذا الحلف ) أثبتت أنّ لها حنكة و حسن تدبير و
دماثة أخلاق ؛ و أستطاعت في ظرف وجيز أن تشتت شمل غريمها.
حلف العالية في منضتها هذه أنفق المال و المشاريع و التودد و الترغيب و
التوظيف و جلب دكاكين أمل لأنصارها و بلديتها و ها هي اليوم تحصد حصادها.
إنّ حلف العمدة السابق ألمين ولد خيّن وقع ضحيّة تخلّف مجتمعه؛ و بذل في
تجربته الماضية على البلدية العدل بين المواطنين و السقي و الإطعام من
المال العام اللذي كان المواطن لا يعرف طعمه قبل مجيئه ؛ و الإشراك في قرار
تسيير إدارةبلديته التي كان أغلبهم لا يعرف لها إلا الضرائب أو يوم التصويت
عليها.
لكنّ النتيجة كانت تنحيته و أخذ الحكمة منه.