من يحاول أن يقرأ اجتماع ( إفام لخذيرات) و ما فجّره من رسائل مختلفة سوف
تزعج خصومه في الولاية قبل مناوئيه في المقاطعة ؛ بل و في بلدية أغورط
خاصة؛ التي هيّ مكان عرين الأسد.
و من يحاول أن يجمع ثغرات الاجتماع و ما حفره من هوّة؛ سوف يتلقفها
المتربصون به قطعا ؛ و يزيدون عمقها.
من يحاول كلّ هذه الأمور فلا بدّ له من صراحة و جرأة قد تغيظ هذا أو تترح ذالك.
إنّ اجتماع ( إفام لخذيرات ) قد نجح في الحشد الهائل ؛ حيث أنّه عبّأ موارد
مالية هائلة ؛ ودعا له مجموعات مختلفة .
فمن حيث الموارد المالية نكفي أن نذكّر أنّ المشرف عليه صاحب ثروة ؛ و قد
تقاطرت عليه تحف البدن لينحرها يوم الحشد من ذويه و غيرهم.
فهناك هدايا ( أمّ لمحار ) و ( إزرافيه ) من خارج الولاية و ( إدوعلي ) و
(الشفاي ) و ألائحة تطول.
و نذكّر القارئ أنّ تلك الهدايا تأتي غالبا من باب التضامن الاجتماعي و ليست
من باب الدعم السياسي.
لأنّنا لو قلنا أنّها من باب الدعم السياسي ؛ لغلب علينا مثلا هضم نحائر الشاب
لمرابط ولد الطالب الأمين الذي خرج من توّه من اجتماع في حيّ النزاهة تحت
مظلّة حلف تقليدي ينافس هذا الحشد السياسي المقام في ( إفام لخذيرات )
و يحاول أن يسحب من تحته البساط في بلدية أغورط.
نقول أنّ النقطة الثانية التي نجح فيها المنظمون هيّ الرسالة الجلية و العنوان
البارز الذي حرص الحشد على إقراره في قلب الغائب قبل الحاضر ؛ أنّ كلّ
الحساسات و المتاريس التي كانت تعيق العمل المشترك بين أقطاب ( حلف
الأصالة و المستقبل ) بين سيد محمد و محمد عبد الله ولد الداه قد زالت و
صارت من الماضي.
نجح الحشد في إظهار شعبية الوجيه عبد الله ولد الداه و تأثيره الهائل في
وسطه القبلي و المجموعات المتعايشة معه.
لكنّ الاجتماع كشف تخلخلا بيّنا ما زال يعانيه هذا الحلف التقليدي ؛ فقد غاب
ممثلو الأقطاب الأخرى عن الاجتماع؛ مما يترك لشيطان التساؤلات أن ينطلق.
و كذالك لوحظ فتور في بعض المجموعات الفاعلة أصلا في هذا الحلف ؛ و
أكتفت بدعمها المادي للاجتماع.
لوحظ أنّ الاجتماع أقرّ التوافق؛ لكن كيف ؟ و على ماذا ؟ ؛ أسئلة بقيت تراود
المراقبين عجز اجتماع ( إفام لخذيرات ) أن يفحم بها المراقبين.
زر الذهاب إلى الأعلى