5 دول فقط تستطيع ضرب أي مكان بصواريخها؛ فما هي؟
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تقريراً تحدَّثت فيها عن البلدان الخمسة في العالم، التي تستطيع ضرب أي مكان على الأرض بصواريخها.
وقالت الصحيفة الأميركية، إن هذه الدول هي روسيا، وأميركا، والصين، وفرنسا وبريطانيا، مشيرة إلى أن دولاً أخرى تحاول تطوير صواريخها لتزيد من قوتها على هذا الصعيد.
وأوضحت أن كوريا الشمالية زادت إلى حد كبير من مدى صواريخها، فقد أظهرت الاختبارات التي أجريت في العام 2017، أنها ربما تستطيع إصابة الولايات المتحدة.
وكوريا الشمالية واحدة من بين عدد من الدول التي تعمل على تحسين دقة ومدى فاعلية صواريخها.
وقال أيان وليامز، المدير المساعد لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتولى جمع البيانات حول البرامج الصاروخية في مختلف البلدان “نعتقد أننا نوشك على دخول عصر نهضة صاروخية”.
وقال وليامز إن عدداً متنامياً من البلدان ذات القدرات الصاروخية يزيد من التوترات الإقليمية ومن إمكانية وقوع الحروب. وتنزع الدول إلى استخدام ترساناتها بصورة أكبر إذا ما ظنت أنه يمكن استهداف صواريخها.
وعلاوة على ذلك، تعتمد العديد من الصواريخ التي تتولى هذه الدول تطويرها على تقنيات بالية، ما يجعلها أقل دقة، ويزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون. وهناك مخاطر تنشأ عن إمكانية وقوع الصواريخ في أيدي الميليشيات والجماعات الإرهابية.
وتعد العديد من البلدان التي تجري استثمارات كبيرة في مجال الصواريخ على مدار العقدين السابقين بمثابة نقاط ساخنة معروفة في آسيا والشرق الأوسط. ويتم الإشارة إلى الحد الأقصى لمداها على الخريطة أدناه.
وغالباً ما تحاول البلدان التي تقوم باستثمارات في مجال الصواريخ ردع خصومها الإقليميين. ومع ذلك، تزداد تأثيرات سباق التسلح هذا في أنحاء العالم.
وتعد كوريا الشمالية مثالاً على هذا الخطر. فقد زادت تقديرات الحد الأقصى لمدى الصواريخ بالدولة من 475 ميلاً عام 1990 إلى أكثر من 8000 ميل في الوقت الحالي. ويكفي ذلك المدى لضرب نحو نصف العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة (وخلال نفس الفترة، حظيت كوريا الجنوبية بالقدرة على ضرب أي مكان داخل كوريا الشمالية).
وتحظى بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية وباكستان ببرامج قوية لتطوير الصواريخ. ويشير التشابه بين بعض صواريخها إلى تعاون تلك البلدان معاً في تطوير هذه التقنية.
باكستان
وبدأت باكستان الاستثمار بصورة أكبر في برنامجها الصاروخي خلال التسعينيات من القرن الماضي، ويُعتقد أنها تعاونت أيضاً مع الصين. وفي منتصف العقد الأول من الألفية، حظيت باكستان بالقدرة على ضرب معظم أنحاء الهند، التي تعد منافسها الإقليمي الرئيسي.
الهند
وأصبحت الهند بدورها قادرةً على ضرب أي مكان في باكستان ومعظم أنحاء الصين، المنافس الإقليمي الآخر لها، خلال العقدين الماضيين. وتتعاون الهند حالياً مع روسيا في تطوير صواريخ كروز المبرمجة.
السعودية
وكانت المملكة العربية السعودية وإسرائيل قادرتين على ضرب إيران قبل عام 1990، إلا أن إيران تستطيع الآن الرد على أي من الدولتين؛ ويرجع ذلك بصفة جزئية إلى التقنية التي حصلت عليها من كوريا الشمالية.
ويتمثل أحد المخاوف الأخرى في الميليشيات أو الجماعات الإرهابية التي تستطيع الحصول على تلك الصواريخ.
وهناك مثال واضح على ذلك، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وصل صاروخ باليستي تم إطلاقه من اليمن إلى العاصمة السعودية الرياض. وتم إطلاق الصاروخ من قبل المتمردين الحوثيين، وهم ميليشيات شيعية تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن منذ ثلاث سنوات، وتحظى بدعم إيران وحزب الله اللبناني.
وقد اتهمت الجامعة العربية الحوثيين بإطلاق عشرات الصواريخ على المملكة العربية السعودية، منذ أن بدأت المملكة شنَّ هجماتها لطرد المتمردين عام 2015.
وكان السلاح المستخدم ضد المملكة هو أحد الأشكال المطورة لصواريخ سكود.
إيران
وقد أصبح صاروخ سكود وأشكاله المطورة من أكثر الصواريخ شيوعاً في العالم. وقد قامت روسيا بتطوير الصاروخ سكود في الأساس خلال الخمسينيات من القرن الماضي، كي يحمل أسلحة الدمار الشامل.
ولعب الصاروخ دوراً هاماً في برامج تسليح بعض البلدان مثل كوريا الشمالية وإيران. وتعد الأسلحة التي أنتجتها كوريا الشمالية مثالاً على مدى صعوبة وقف مثل تلك الصواريخ من الانتشار.
ورغم فرض العقوبات على مدار عقود من الزمن، قامت الدولة بتطوير مجموعة من الصواريخ الباليستية من خلال الدروس المستفادة من صاروخ سكود. وتم بيع بعض تلك الصواريخ المطورة إلى بلدان أخرى.
حصلت كوريا الشمالية على عدد ضئيل من صواريخ سكود، ومعدات الدعم والتكنولوجيا عام 1980 من مصر، وعملت على تطوير هندسة التصميم بها.
وقامت الدولة بتصدير أو التخطيط لتصدير نسختها من صواريخ سكود، المعروفة باسم Hwasong-5 أو الصواريخ المشابهة لها، إلى نحو عشرة بلدان، من بينها إيران.
كما قامت إيران بتطوير القدرة على إنتاج نسختها من صواريخ سكود ومن الأرجح أن تكون قد صدرت بعضها إلى الحكومة السورية وميليشيات الحوثي في اليمن.
وقد سمحت الدروس المستفادة من صاروخ سكود لكوريا الشمالية بتطوير صاروخ نودونج، القادر على اجتياز 930 ميلاً. وتم بيع هذه التقنية في وقت لاحق إلى كل من إيران وباكستان.
وقال جيفري لويز، مدير برنامج عدم الانتشار في شرق آسيا بمعهد ميدلبيري للدراسات الدولية في مونتيري “قد تكون صواريخ سكود السوفيتية –التي أصبحت كورية شمالية في وقت لاحق– بمثابة بوابة لبرنامج الصواريخ، ولكن القصة الكبرى تتمثل في الانتشار المحلي”.
وفيما يلي بعض أنواع الأسلحة، ومن بينها الصاروخ الباليستي العابر للقارات، الذي طورته كوريا الشمالية اعتماداً على تصميم صاروخ سكود.
وتعد محاولة منع انتشار تقنية الصواريخ أمراً بالغ الصعوبة. ومع ذلك، فمن المستحيل تقريباً منع هذه التجارة في الأجزاء الصغرى، مثل أنظمة التوجيه والمحركات، بالإضافة إلى الخبرات البشرية. ويمكن أن يتضمن القرص الحاسوبي العديد من الأسرار.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون قطعة واحدة عاملاً مساعداً في تحقيق تقدم هائل. ويُعتقد أن تصميم المحرك السوفيتي القوي الذي حصلت عليه كوريا الشمالية بمثابة المحرك الرئيسي وراء التطورات الأخيرة التي حققتها البلاد.
وأضاف دكتور لويس، أن العديد من البلدان تتعرف حالياً على أسرار علم الصواريخ وكيفية تصنيع نماذج أشد خطورة.
فالهند على سبيل المثال تعمل على تطوير صاروخ، يمكنه أن يضرب نحو نصف كوكب الأرض.
أثار الخطر المتزايد الناجم عن انتشار الصواريخ محاولات جديدة من قبل نظام مكافحة تكنولوجيا الصواريخ، وهي مجموعة تتألف من 35 دولة تسعى إلى الحد من صادرات الصواريخ ومكوناتها، من أجل الحد من انتشارها.
وسلطت المجموعة في بيان لها صدر مؤخراً الضوء على “الأهمية الكبيرة” لأعمالها من أجل مواجهة التغيرات السريعة في كيفية تطوير الأسلحة ونقلها.
ومع ذلك، يشكك بعض المحللين في إمكانية منع تصدير الصواريخ. وقال دكتور لويس “تتضاءل إمكانات الحد من انتشار الصواريخ بسرعة كبيرة كلما أصبحت تقنية تطويرها أكثر انتشاراً”.
هاف بوست