الصين تستقبل “الكلب” و تودِّع عام “الديك” أغرب طقوس الصين
فبراير 17, 2018
بمظاهر احتفالية كبيرة، استقبلت الصين، الجمعة 16 فبراير/شباط 2018، عام “الكلب” القمري الجديد، وودَّعت عام “الديك” ليل الخميس، بحسب تقويمها التقليدي.
وينقسم التقويم الصيني إلى 12 قسماً، ويحمل كل قسم منها اسم حيوان، ويستمر عاماً. وبحسب الأبراج الصينية، فإن الكلب يرمز إلى الحكمة والصداقة والصبر، ويأمل الصينيون أن يجلب لهم عام “الكلب” الاستقرار والبركة. ويطلق الصينيون على رأس السنة الجديدة اسم “عيد الربيع” (تشون يون)، ويتمتعون بالعطة الرسمية التي تستغرق 7 أيام، بدءاً من الجمعة 16 فبراير/شباط 2018.
والسنة الصينية القمرية، هي واحدة من أبرز المهرجانات في العالم، وتكون حدثاً مهماً بالصين وتايوان وهونع كونع وماكاو وسنغافورة وإندونيسيا وماليزيا وكوريا وفيتنام، وغيرها من البلدان الآسيوية التي تشهد أقليات صينية.
وترتبط ذكرى رأس السنة الصينية الجديدة بالكثير من الأساطير والعادات، فقد كان المهرجان تقليدياً مناسبةً لتكريم الآلهة والأجداد، وتتعدد مظاهر الاحتفال بدءاً من المساء الذي يسبق يوم رأس السنة القمرية، ويكون هناك تجمُّع عائلي وتقوم الأسر بتنظيف المنزل جلباً للحظ السعيد، وتُزيَّن النوافذ والأبواب بورق أحمر اللون، ورموز شعبية؛ لجلب الحظ والسعادة والثروة وطول العمر، وتُطلَق الألعاب النارية وتعطى العيديات في أوراق مغلَّفة باللون الأحمر، الذي يغلب على الاحتفالات بشكل عام.
تختلف بداية السنة القمرية الجديدة كل عام اعتماداً على مراحل القمر. ومع أن التاريخ يتغير من عام لآخر، فإنه عادةً ما يكون بين 21 يناير/كانون الثاني و10 فبراير/شباط.
في المدينة المحرَّمة بالصين.. لا إجازات للكلاب في عام الكلب
بينما تستعد الصين لاستقبال العام القمري الجديد ورمزه الكلب هذا العام، يسافر مئات الملايين من الصينيين إلى مدنهم وقراهم؛ لقضاء العطلة الوطنية، التي تستمر أسبوعاً، مع عائلاتهم، حسب وكالة رويترز للأنباء.
لكن، بالنسبة لفرقة أمنية من 23 كلباً تحرس المدينة المحرَّمة الشهيرة في قلب بكين، لا مكان للراحة.
وقال تشانغ فوماو (59 عاماً)، رئيس دورية الكلاب والذي يتولى تدريبها منذ أكثر من 30 عاماً: “لا اختلاف، سواء في (عطلة) العام الصيني الجديد أو غيرها. اللصوص لا يأخذون إجازات ونحن أيضاً. وعلينا الحراسة 24 ساعة في اليوم”.
ويحيط بالمدينة، المشيَّدة في مطلع القرن السابع عشر والمؤلَّفة من 9999 غرفة، خندق مائي، وتقع على مساحة 183 فداناً شمال ميدان تيانانمين.
وتباهى القصر الذي تحوَّل إلى متحف، ببيع 16.7 مليون تذكرة في العام الماضي (2017). وكان القصر مقر إقامة أباطرة الصين، ويحوي الآن كنوزاً وطنية، منها زهرية برونزية تعود إلى 3 آلاف عام مضت، ولوحة بطول 5 أمتار تُصوِّر الحياة اليومية لأسرة سونغ.
وتراجعت التقارير المتعلقة بمحاولات السرقة على مر السنين، لكن الحزب الشيوعي مهتم بالحفاظ على القصر، الذي يعد رمزاً وطنياً للصين.
وبدأ تشانغ حياته موظفاً في المتحف عندما كان عمره 20 عاماً، ويستعد للتقاعد العام المقبل (2019). وظل الرجل ينام ويعمل بجوار الكلاب لسنوات.
وقال تشانغ: “حياتنا بسيطة، فأنا أُطعم الكلاب في الصباح… وأدرِّبها وأُطعمها ثانية وأنظفها…”، مضيفاً: “في الليل، أُحضرها (الكلاب) للتجول في المدينة المحرمة بعد خروج كل الزوار”.