ها هي شراكة جديدة بين حزب أتحاد القوى التقدمي (UFP) ذو الميولات العلمانية مع حركة حقوقية لها صولاتها المشهودة و ميولاتها الليبرالية الثائرة على الموروث الإجتماعي و الواقع السياسي.
هذه التوأمة ليست هي الأولى في تاريخ هذا البلد الحديث بين حزب سياسي أصيل و مجموعة من لحراطين لها رصيدها الكبير.
فقد شاهدنا التحالف بين مسعود و الناصريين؛ مما وفر لهم آنذاك زخما سياسيا و دماء جديدة أخرجتهم من غرفة الإنعاش السياسي التي كانوا يقبعون داخلها ؛ إلى فضاء الحياة و زحامها.
فبعد أن فشلت القوميات العربية في معاقلها العراقية و السورية و الليبية؛التجأ القوميون الموريتانية إلى ملاذ لهم و حصن منيع لعلّه أن يسقيهم من كأس الحياة و يبعثهم من جديد ؛ فاقتنصوا الزعيم مسعود ولد بالخير؛ الذي كان لا يريد منهم أكثر من غطاء سياسي يستظلّ به.
و اليوم يتكرر نفس السناريو ؛ فتوأمة أتحاد قوى التقدم مع ( إيرا) ليس إلّا بحثا عن شعبية حيّة مفعمة بالحماس و النضال تزيد نضارة الشيخوخة التي دبّت في مفاصلهم منذ أنهيار الأتحاد السوفيتي؛ و كساد بضاعتهم الفكرية؛ و ذوبان شعبيتهم داخليا.
لكنه بالمقابل سوف تربح ( إيرا) الظلّ اللذي كان يبحث عنه مسعود؛ مما يمهد لها الطريق في المستقبل إلى البلديات و النيايبيات و الرآسيات.
و هناك ملاحظات نتجت عن ميلاد هذ التوأم الجديد :
1 ـ فهل هذا التوأم كان ردّة فعل سريعة و مواجهة عاجلة للإسلاميين ؛ اللذين أظهروا من خلال مؤتمرهم أنّهم صاروا القوة الثانية بعد حزب النظام في هذا البلد؟
2 ـ فهل أتحاد القوى التقدمي سوف يتبنى شطحات ( إيرا) كالمهاجمة على فقهاء البلد و تراثه؟
3 ـ نعرف أنّ حركة ( إيرا ) حركة حقوقية مما يعني أنّها قد تضمّ مختلف المشارب السياسية؛ فلا مانع عندها أن يكون الإسلامي بجنب العلماني؛ و البعثي و الناصري عندها يعانقان صاحب ( إفلام )؛ والأشتراكي يسالم الرأسمالي؛ الكلّ لا مانع عندها أن يكونوا تحت عباءتها؛ المهم الحقوق و الأنعتاق للأنسان حيث كان وخاصة إن كان من شريحة لحرطاني.
فإن سلمنا بذالك؛ فكيف نصفها إن إندمجت مع (UFP) هل هي علمانية أو لبرالية أو إسلامية أو رأسمالية أو إشتراكية؟.
و هل سوف تتعرض لأنشقاقات جديدة في حالة إنّ مالت على أحد هذه الأوصاف؟.
4 ـ هل يحق لنا أن نتساءل عن مدى فعالية الأحزاب القديمة فينا ؛ و نحن نراها تهرول وراء حركات لم تبلغ سنّ الرشد بعد مثل (إيرا)؟.
5 ـ هل نتوقع في الأيام المقبلة القريبة شراكة أيضا أو دمجا بين إفلام و التكتل؟؛ كردة فعل.