نني أنتهز فرصة وجودي، في هذا المؤتمر الصحفي، ضمن لفيف من المحامين الغربيين والدوليين للدفاع عن الشيوخ و النقابيين و الصحفيين لأؤكد أنهم، سواء منهم من هم وراء القضبان أو من يخضعون للرقابة القضائية، يواجهون تهما واهية لا تعتمد على أي أساس قانوني.
إن مثل هذه الاتهامات، التي دأب النظام على إلصاقها بمن يشاء، تؤكد أن العدالة الموريتانية لم تعد أكثر من وسيلة لإزعاج ومضايقة المعارضين. إنه وضع مشين لا يليق بالبلد ولا يتوق إليه. فالبلد، وهو في العقد الثاني من الألفية الثالثة، يتوق إلى مزيد من العدالة و مريد من الحرية.
لقد طلع علينا الإعلام بوزير يتشدق بأن من يراهن على الغرب بشأن المأمورية
الثالثة فقد خسر. إننا نقول له، ولغيره من الذين يتلاعبون باستقرار ومستقبل
موريتانيا، أننا لا نعتقد أن هناك من يراهن على الغرب أو على الشرق و إنما
يراهن الموريتانيون على نضجهم ووعيهم كما يراهنون على أن الحل الوحيد
لجميع أزماتهم (السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ) يكمن في التناوب
السلمي و جعل 2019 بداية عهد جديد ينعم فيه الموريتانيون بالتصالح و العدالة
و التنمية.
إن رهانهم الوحيد هو حرصهم على أن نكون 2019 فيصلا بين الاستبداد و
الحرية، بين الأحادية و التعددية، بين التبذير و الحكامة الرشيدة، بين الاحتقان و
الانفراج، بين التخلف و التقدم.
و الحقيقة أن من يراهن بشأن المأمورية الثالثة على التملق فقد خسر، ومن
يراهن بشأنها على النفاق والخطابات الرنانة الفارغة فقد خسر.
إنه عهد ولى و إن موريتانيا تستحق أكثر