لماذا أقصيت ولاية لعصابه من لجنة تطوير الحزب الحاكم؟ثقة مفرطة أم إهانة مقصوده؟
تعتبر ولاية لعصابه ثالث ولاية من حيث كثافة السكان ( 325897 نسمه ) ؛ و
تلعب السياسة فيها على أساس قبلي بحت ؛ فلا مجال فيها للأحزاب و لا
الحركاتالسياسية ؛ و من يسلك فيها سبيلهم إلى قلوب أبناءها فقد ضلّ سواء
السبيل؛و لن يجد منهم ولو صدى يهديه.
و كلّ حزب وجدته بينهم له محلّ من الإعراب ؛ فاعلم أنّه امتطى خيلا من خيول
قبائلهم؛ كتواصل الآن و الوئام ؛ و التحالف بالأمس ؛ و التكتل في عهد ولد
الطائع الأخير.
ولك دليل ساطع في (إيرا)؛ فلن تجد لها في ولاية لعصابه صوتا ؛ و أبعد من
ذالك (لا تلمس جنسيتي) ؛ و أكثر بعدا منهم ( حراك لمعلمين ).
هذه الولاية القبلية البدوية التي ما زال فيها ( مثلث الأمل) تيامنا؛ و هامد و ابلا
جميل عطاشا يبحثون عن فعل جميل يسقيهم و يعلف أنعامهم؛ بل بعضهم لا
يريد أكثر من شبكة أتصال تغنيهم عن جارتهم المالية.
هذه الولاية على كبرها اكتشفتها الأنظمة المتعاقبة على الحكم و ما تتمتع به
من وفرة الأصوات فهي عندهم تبر نفيس؛ لأنّها كالتراب في موسم سوق
السياسة.
سبب زهادة صانع القرار السياسي في إغداق المكافئة على الولاية يرجع إلى
همّة سماسرتها و سقف مطالبهم؛ فيستكفون بالوظيفة و الراتب دون طلب
وظائفمركز القرار.
فالآن على سبيل المثال كم يوجد من شخصية سياسية من ولاية لعصابه في
اللجنة المكلفة بتطوير الحزب الحاكم؟
قد يتساءل أحدهم عن أهمية اللجنة ؛ فنقول له انتبه هذه اللجنة تعني الكثير
فهي تعبّر عن ثقة الرئيس و لسانه و قلبه و يده ؛ و دنوّها يعني القرب من
رضاه؛ و حين تعجز ولاية بأكملها عن حجز مقعد لها ؛ فهذا يعني الضعف و الخور
السياسي في وجهاءها ؛و إهانة مقصودة و إن كانت ثقة فهي تشبه تماما
( تكبرت شيخ لوبيات ).
فلو استغضبت لهذه الولاية أحد عمائمها التقليدية ولو مرّة؛ لاستفتح لها كنوز
القصر الرمادي و إلى الأبد؛ (و الضعيف من لا يستبدّ ساعة )؛ و له تجربة في
ذالك؛ لكنّها يا للأسف برعاية النظام نفسه.
ففي الانتخابات الماضية انتزعت عمامة تقليدية بلدية أغورط على كره من
الحزب الحاكم.و سلبت عمامة أخرى من النظام نائبا عنوة.
و إلى حين تلك الغضبة المضرية فانتظروا يا ولاية لعصابه مزيدا من التهميش.