خلدت بلادنا يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الأول ذكرى مولد النبي صلى الله عليه و سلم على عموم التراب الوطني؛ و طغت أجواء تلك الاحتفالات على الأنشطة الرسمية كمهرجان تشيت للثقافة الذي أقيم في نفس اليوم.
و يعتبر مولد النبي الشريف يوم عيد رسمي عند الدولة و عند شريحة واسعة من المجتمع الموريتاني و خاصة في مناطق الجنوب؛ و بؤر تمركز المزارات الصوفية.
إلا أنّ مناطق الشرق عموما و خاصة الحوضين و لعصابه درجوا على الأحتفاء بإسمه صلى الله عليه و سلم فقط دون مولده؛؛ و هي عادة ورثوها من أجدادهم.
هذه العادة التي تميز الشرق الموريتاني عن باقي الوطن و بل عن العالم الإسلامي عموما متجذرة في وجدان الفرد العادي.
فالأسواق قبل مولده صلى الله عليه وسلم في مناطق الشرق الموريتاني تكون كاسدة و نشاطها طبيعي و روتوني ككلّ أيام السنة التي تخلو من الأعياد؛ و ما إن تنتهي الدولة من الأحتفاء بمولده صلى الله عليه و سلم حتى تمتلأ الأسواق فيها و تجلب البضائع من كلّ صوب و حدب؛ و تتدفق الناس من أجل شراء الجديد للعيد الذي في نظرهم هو اسمه صلى الله عليه و سلم.
في يوم إسمه صلى الله عليه و سلم يقع أنفصام بيّن وواضح بين الإدارة و المواطن البسيط؛ فالإدارة تعمل في ذالك اليوم و لا تعتبره عيدا رسميا؛ و المواطن البسيط بما في ذالك المثقف و الإطار الذي ينحدر من هذه الولايات يتمسك في ذالك اليوم بعيدية مولده صلى الله عليه وسلم.
و دائما يشاهد فتور كلّ سنة في العمل الرسمي في ذالك اليوم.