اجتاحت عاصفة منذ أيام عدة قرى ببلدية الملكه مخلفة وراءها مجموعة من الضحايا من أبناء تلك القرى ،وعددا كبيرا من الجرحى نقلوا لتلقي العلاج في المستشفيات ، وتهدمت أعرشة وبنايات على ساكنيها ، فتشردت أسر بكاملها وبقيت دون مأوى ورغم عظم الكارثة لم نسمع حتى اليوم بأن رجل أعمال من ابناء الولاية البررة أو منتخبا أو حتى سياسيا، أو إطارا ، سير قافلة مساعدات عاجلة لأهلنا في بودراعة أو غيرها من المناطق المتضررة جراء الإعصار وكأن المسألة لا تعني لهم شيئا.
لم نسمع حتى الآن بأن أحدهم قدم مساعدات مادية معتبرة للفقراء المشردين الذين بقوا بلا مأوى في تلك القرى.
لقد كان هؤلاء بالأمس القريب يتباهون ويتبارون في التزلف للحاكم ببناء الخيم وإطلاق المبادرات الداعمة ومستعدون لإنفاق الأموال في السهرات الليلية ، ولدعم الاستفتاء وجلب الأصوات ، لكن حين تحل الكارثة بإخوانهم يتخفون فلا تسمع همسا كأن من سقطوا ضحايا أو جرحي أوشردوا من كوكب آخر.
لقد كان حريا بهؤلاء إطلاق مبادرات داعمة للسكان المتضررين في بلدية الملكه ، فنسمع مبادرة الأمل لبناء مساكن لمن تهدمت مساكنهم ، ومبادرة الأخوة .. إلى غير ذلك من أسماء مبادرات الدعم والمساندة التي يتفنون في أسمائها حين يتعلق الأمر بالسياسة.
لقد سقطت ورقة التوت التي كان يتخفى خلفها هؤلاء وبرهنت عاصفة بودراعة على أن أكثر ما يحركهم هو الانتهازية واللعب على عقول الضعفاء ، واقتيادهم الموسمي لأغراض سياسية ولمصالحهم الشخصية ، وحين تحل الكارثة يولون الأدبار ويصمون الآذان.
انهم باختصار يكثرون عند المبادرات ويقلون عند الأعاصير.