كاد الفقر أن يكون كفرا يا مسعود؟
ولد بلخير قال (إنه تأثر كثيرا بمستوى الحفاوة والرعاية اللتين كان موضعا لهما خلال مقامه في هذه الدولة الكريمة
وقال أمام بعض روساء الأحزاب الذين خصرو لاستقباله انه لم يكن يعتني بالسياسة الخارجية للبلد وكان اهتمامه منصبا على بلده،لكنه مستقبلا لن ينصب الا في جانب الإمارات العربية المتحدة لانه يعلن دعمه لها في ماتقوم به وانه ليس مهتما ان اغضب موقفه البعض.)
هذا من كلام السيد مسعود الذي عهدنا فيه الصراحة و الشجاعة و الوطنية؛صحيح أنّه شبه الزعيم الوحيد في موريتانيا كان يقود شعبه لا شرقية و لا غربية و إنّما نبتة موريتانية أصيلة؛ لا أعجمية فيها و لا لكنة في بيانها.
الزعيم الموريتاني الوحيد الذي لا يعرف لفرنك الفرنسي و لا الدولار الأمريكي و لا الريل السعودي؛ لا يعرف إلا الأوقية و الأوقية فقط.
الزعيم الموريتاني شبه الوحيد الذي يكثر عليه تردد السفراء الغربيين إلى بيته و مقرّ حزبه وهو الذي لا يكاد يهدي على مقرّاتهم في العاصمة.
الزعيم الموريتاني شبه الوحيد الذي قمع و سجن و ضويق في رزقه و مع ذالك لم يطلب اللجوء السياسي في أيّ بلد أجنيّ؛ و هو الذي تراوده الدول الغربية في اللجوء إليها.
هذا الزعيم الكبير هاهو اليوم يعلن الولاء المطلق للإمارات بسبب إحسانها عليه.
وقديما قيل كاد الفقر أن يكون كفرا
لا تثريب على الشيخ مسعود و لا لوم عليه؛فهو إنسان مجبول على حب من أحسن عليه ولو كان شيطانا يمصّ دماء البشر.
لكن كلّ اللوم على دولتنا التي تخلّت عن رموزنا في ساعة العسر و اليسر؛ حتى أنهشهم المرض؛ و أقعدهم الفقر؛ و صاروا يلتجئون للخارج مكرهين لا مخيّرين