أموال ولد بوعمات حلال على الموالاة حرام على المعارضة
من منا لا يتذكر الانتخابات الرئاسية 2009 و يتذكر معها موقف رجل الأعمل حمد ولد بوعمات الذي أنفق مئات الملايين إن لم تكن المليارات جهارا نهارا في سبيل أن يصل الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة؟
و من منا لا يتذكر ظهور ولد بوعمات على شاشات التلفاز و هو يدعو كل من سبقت منه حسنة عليه أن يجازي ذلك الإحسان بالتصويت لولد عبد العزيز؟
لقد اعتقدنا حينها أن ولد بوعمات أصبح من ولد عبدالعزيز في مكان لا يمكن أن يفرق بينهما سوى الموت، لكن المفاجأة الكبرى هي أن ذلك التآلف القوي ظاهريا بين الرجلين لم يعمر طويلا بعد تلك الانتخابات، ترى ما السبب؟ الله أعلم
لكن بيت القصيد في المسألة هنا هو أن أموال بوعمات التي شكلت بالأمس رافدا قويا لحملة ولد عبد العزيز دون أن يثير ذلك انتباه السلطة التنفيذية و لا القضائية -رغم أن أموال الحملات يجب دائما التحقق في مصدرها – ها هي اليوم سوط مسلط على معارضي النظام يرمون في السجن و يتابعون قضائيا بمجرد الاشتباه في أن هذا الشخص أو ذاك أخذ أوقية فما فوق من أموال ولد بوعمات فهل هذه الأموال حلال فقط على الرئيس و حرام على معارضيه أم أن في الأمر لغزا يصعب حله؟