المعارضة و النظام نجحا؛ والملك و أغورط و لكران ضربوا لنا مثلا
نتائج الخامس أغشت أسست لجمهورية جديدة شئنا أم أبينا؛ جمهورية لا يوجد فيها مجلس شيوخ و لا علم أخضر تتوسطه نجمة صفراء فوق هلال أصفر.
وسوف أحاول من خلال هذه العجالة أن أستخرج بعض العبر و أن أفرز بعض المكاسب حققها الفريقين الموالاة و المعارضة.
أوّل عبرة نستخلصها من هذه الاستحقاقات أنّ موريتانيا الجديدة لا يوجد فيها شيء مقدس و فوق الهوى السياسي.
فمن كان يصدق أنّ علم موريتانيا منذ الاستقلال سوف يجرؤ أيّ أحد مهما كان أن يطالب بتغييره؛ فمن كان يصدق أنّ نشيدنا الوطني سوف يأتي يوم يطالب أحد بتحويره.
من تداعيات هذا الاستفتاء أنّه لا يوجد محظور على الشطحات السياسيين مهما كانت في المستقبل؛ ولهم الحقّ أن يطالبوا بها و أن يستفتوا الشعب عليها.
اليوم تغيير العلم الوطني و غدا ضمّ موريتانيا إلى أحد دول الجوار ؛ أو على الأقلّ الأستفتاء على تقسيمها؛ ما المانع ؟ إذا كانت لا توجد خطوط حمر أمام صانعي القرار السياسي.
العبرة الثانية أنّ هذا الاستفتاء أظهر شرخا كبيرا بين بعض الوجهاء و قاعدتهم الشعبية ؛ فبعض القرى أظهر عصيانا مدنيا على هؤلاء المتسلطين عليهم من طرف حزب الاتحاد؛ وامتنعوا عن التصويت له في 05 أغشت؛ ليس لأنّهم يتعاطفون مع المعارضة؛ بل لأنّهم فقط لا يرغبون في من يريد أن يخاطبهم عبر تلك الوجوه التي مقتوها.
الظاهرة كانت في بلدية أغورط و الملك و لكران من ولاية لعصابه أكثر و ضوحا و خاصة في قرية الرشيد و مكتبا أغورط و المزيمت.
هذه الاستحقاقات كسب منها النظام فرض إرادته في إلغاء الشيوخ و تغيير العلم عبر صناديق الأقتراع.
و كسب أيضا شعبية في معقل المعارضة الكبير أي العاصمة ؛ فانتزع نسبة مشاركة معقولة تحفظ له ماء وجهه.
كسب أيضا ضربة موجعة للقوى التقليدية؛ و أظهر لها من جديد أنّها صناعة مخابراتية ؛ و في أيّ وقت أراد النظام سحب البساط من تحت أقدامها؛ فإنّه قادر على ذالك.
أمّا المعارضة فقد كسبت إحراج النظام؛ و خدش ديمقراطيته الناصعة التي يدّعي؛ فقد ألجأته إلى التزوير في الريف و إلى القمع في المدن.
كما كسبت من هذه الاستحقاقات نضجها التي أظهرته من خلال تماسكها ؛ و سلميتها في الأحتجاجات.
كما كسبوا تعاطفا شعبيا و دوليا و زخما إعلاميا محليا و عالميا.
وتبقي الشهور المقبلة حبلى بالأحداث و المواقف:
فماذا أعدّت المعارضة للأنتخابات الجهوية و البلية و النيابية؟
و ماذا أعدّ للأنتخابات الرآسية التي صارت على الأبواب؟
فهل سوف تشارك؟ أم أنّها سوف تقاطع ؟
و إن شاركت فهل على استعداد أن تبقي موحدة أم أنّها سوف تختار طريق التشرذم اللذي عودتنا عليه؟