العبودية السياسية
لن أتناول في هذا المقال مفهوم ” العبودية السياسية ” بطريقة علمية، و إنما أريد أن أعبر و أفصح عن بعض العادات و الممارسات السياسية الخطيرة و المنتشرة في منكبنا البرزخي.
ماهي العبودية السياسية؟
العبودية السياسية: مرض مزمن تغذيه الأنظمة الفاسدة، ويساعدها في ذلك تملق القطيع، وحقيقته: حالة لا شعورية تجعل صاحبها يؤيد خيارا سياسيا
ضد وعيه وهو بكامل وعيه.
تستخدم السلطة في محاولتها لتحقيق العبودية السياسية و فرض خيار سياسي مّا على القطيع في منكبنا البرزخي خمس ركائز أساسية:
– الوجهاء و شيوخ القبائل.
– فقهاء السلطان
– شيوخ الطرق الصوفية
– الأطر الإداريون
– المال السياسي
سأحاول أن أتحدث باختصار عن كلٍ من النقاط الخمس – ودورها الخطير- على حدة.
الوجهاء و شيوخ القبائل:
الوجهاء و شيوخ القبائل هم الشجرة الفرعاء التي يستظل بها النظام الدكتاتوري و يخصف من ورقها على سوآته.
و يستخدم النظام سلطتهم التقليدية لأجل إيصال القرارات السياسية للقطيع و الضغط عليه من أجل تمريرها، وهذا يكون عبر اجتماعهم بأطر القبيلة التقليديين و تجييشهم من أجل الضغط على آباء الأسر الذين بدورهم يضغطون على أفراد أسرهم و يصل الأمر حد الاتهام بالعقوق، و تسخير العاطفة الدينية لإرضاخهم لقرارات القطيع.
فقهاء السلطان:
فقهاء السلطان و هذه الطبقة من الطبقات المحصنة في المجتمع الموريتاني، مثل شيوخ الصوفية تماما.
و دورهم هو إفتاء القطيع بوجوب موالاة النظام، وحرمة معارضته دينيا، و إيهامه في بعض الأحيان أن ما تتخذه السلطة من قرارات سياسية، موافقة لما أمر اللـه به و لا يجوز الاعتراض عليها مبدئيا، و كذلك إيجاد مخرج للسلطة – التي تمثل رأي الحاكم – كلما سقطت من أعين الناس رفعوها عاليا و البسوا جرائمها حلة شرعية جديدة.
شيوخ الطرق الصوفية:
قالوا عن أنفسهم:
“إنهم خاضوا بحرا وقف الأنبياء على ساحله”
و هم نبراس أهل الدنيا يهيمون في عشق اللـه لا يريدون من الدنيا متاعا!
تعمقوا في البحث حتى وقعت على كاهلهم مهام الأنبياء.
لكنهم دوما كانوا مطمعاً لرجال السلطة، قصدوهم لقدرتهم على الحشد خاصة في مجتمعنا المتدين، وارتفاع قامتهم و كبر أعداد مريديهم و تابعيهم، فكانوا لهم نصيرا وظهيرا فما فشل في استقطابه شيوخ القبائل و فقهاء السلطان من المتمردين على القطيع عندهم وحدهم القدرة على السيطرة عليه، و ارغامه دون كبير عناء على الرجوع لدائرة القطيع و تلبية رغبات الحاكم مهما كان موقفهم منها، ولهم القدرة الفائقة في اسباغ الشرعية على زلات النظام الجسيمة و مساوئه الكثيرة و إن تعذر على علماء السلطان فعل ذلك!
الأطر الإداريون:
الأطر الإداريون: الحلقة الأضعف في هذه العملية، و مع ذلك يعتبرون مكونا استراتيجيا و أساسيا لسهولة الضغط عليهم من قبل النظام حيث تمثل الوظيفة مصدر دخلهم الوحيد، و يتم تركيعهم وتركيع أسرهم عن طريق الضغط عليهم بها ترقية أو فصلا.
المال السياسي
المال السياسي: كل مال استخدم من أجل شراء الذمم تمهيدا لفرض خيار سياسي ما وهو مكمن الفساد في العملية السياسية.
يستخدم النظام في المواسم الانتخابية كلما يمكنه من تحقيق هدفه و يعتبر المال السياسي أهم وسيلة في يد النظام وعملائه من أجل استقطاب رؤوس القطيع ممثلة في الوجهاء و شيوخ القبائل و فقهاء السلطان و شيوخ الطرق الصوفية و الأطر الإداريين عن طريق ماكينة الترغيب و الترهيب.
و أقول قولي هذا و استغفر اللـه لي ولكم