ذهب موريتانيا في عيون الصحف الدولية
نهاية مروّعة لـ3 منقِّبين في صحراء موريتانيا.. قصة الذهب الذي يدفع الآلاف للمخاطرة بحياتهم
عُثر أمس الأربعاء 26 يوليو/تموز 2017، على جثث 3 منقِّبين اختفوا منذ أكثر من أسبوع، في منطقة “تازيازت” شمالي موريتانيا أثناء رحلتهم للتنقيب عن الذهب، التي تستهوي آلاف الشباب من موريتانيا وخارجها.
وقالت مصادر محلية من مدينة “أكجوجت” بولاية “إينشيري” شمال موريتانيا، لـ”هاف بوست عربي”، إن المنقبين الثلاثة عُثر على جثثهم مدفونة في حُفر بمنطقة تازيازت بعد أسبوع من الاختفاء والبحث المضني عنهم من قِبل ذويهم وبعض المنقبين في هذه المنطقة الصحراوية.
وشهدت مناطق (اينشيري، وتيرس الزمور)، في الشمال الموريتاني وفاة عشرات الباحثين عن الذهب لأسباب متعددة، أبرزها نقص المياه في المنطقة، وانهيار الآبار والحُفر على المنقبين في أثناء عملية التنقيب عن الذهب التي اجتاحت المنطقة، وشارك فيها آلاف الشباب الموريتانيين، كما استقطبت العشرات من الأجانب القادمين من بعض الدول العربية والإفريقية الأخرى.
مساعٍ لتقنين التنقيب عن الذهب
وقالت الحكومة الموريتانية إنها تسعى لفرض قوانين صارمة على عمليات التنقيب عن الذهب التي أصبحت وجهة آلاف الشباب العاطلين عن العمل، كما أنها أضحت سبباً لموت الكثيرين، في ظل انعدام المياه الصالحة للشرب في المنطقة، وخطر انهيار الحفر على المنقبين.
وقال وزير البترول والطاقة والمعادن الموريتاني محمد ولد عبد الفتاح، في وقت سابق، إن الحكومة كلفت لجنة وزارية تعكف منذ فترة على دراسة قوانين تنظيم التنقيب التقليدي عن الذهب، لافتاً إلى أن التحسينات المطلوبة للمنظومة القانونية الخاصة بالتراخيص، وتنظيم النشاط سترى النور قريباً.
وأَضاف الوزير، خلال اجتماع له بعدد من المنقبين التقليديين عن الذهب في مدينة (الشامي)، شمال العاصمة نواكشوط، أن الدولة عاكفة على تنظيم الأنشطة الخاصة بالذهب، وأنها ماضية في تنظيم النشاط، وتقنينه بصفة تضمن السلامة والأمن وتحافظ على صحة المواطن.
وعاين الوزير ـحينهاـ تقدُّم أعمال بناء مركز التعدين بمدينة “الشامي” والذي تعده وتنفذه الوزارة الوصية بالتعاون مع العاملين في مجال التنقيب عن الذهب، وطحن الحجارة، والمؤسسات الصغيرة ذات الأنشطة التقليدية المتعلقة بمعدن الذهب، حيث استمع إلى شروح قدمها القائمون عليه.
السودان
شهدت موريتانيا منذ نحو سنتين إقبالاً كبيراً على التنقيب عن الذهب من قِبل المواطنين، وذلك في صحراء “إينشيري” شمال البلاد، حيث توافد على المنطقة آلاف المنقبين عن الذهب، من مختلف مناطق البلاد، كما توافد بعض الأجانب، وخاصة من السودان.
وسمحت الحكومة، في تلك الفترة، بالتنقيب التقليدي عن الذهب بعدة مناطق، كما منعته في مناطق أخرى تسيطر عليها شركات عالمية تعمل بمجال استخراج الذهب في البلاد، وطالبت بحماية الأراضي التابعة لها من تدفق المنقبين.
ووضعت السلطات الموريتانية، حينها، عدة شروط على المنقبين؛ منها الحصول على رخص تسمح بالتنقيب التقليدي عن الذهب تنتهي صلاحيتها بعد أشهر، وجمركة أجهزة التنقيب، إضافة إلى تجنب المناطق التابعة للشركات الأجنبية العاملة في البلاد
هوفبوست