ول غده مضرب و المعارضة مصابة بإسهال البيانات و النظام يستفزّ
الشيخ ولد غده تناقلت عنه وساءل الإعلام أنّه مضرب عن الطعام؛ و إذا كان إضرابه صحيحا فهذا يعني أنّ الرجل يريد توجيه ضربة قاصمة للنظام؛ و إحراجه أمام لرأي العام و الدولي؛ و يريد أن يظهر بمظهر السياسي البارع؛ الذي يمتلك كثيرا من عناصر قوّة الضغط على من يستبدّ به.
يساعد الرجل في محنته أنّه من بيت الرئيس؛ مما يزيد الضغط المعنوي على الرئيس و المؤسسة الحاكمة و دفعها إلى اللباقة و الياقة الإنسانية معه.
و يساعده ذالك أيضا أنّ أيّ وخزة تؤلم الرجل قد تدفعه إلى المعارضة الطاحنة؛ و هذا مما لا يرغبه النظام؛ لأنّه سوف يصور النظام على أنّه يعيش شرخا قبليا داخل بيت رئيسه.
و يساعد الرجل أنّه ما زال في شبابه؛ و قد يثور على الأساليب التقليدية التي تتبعها معارضتنا التقليدية؛ التي تكتفي بالبيانات النارية و تهديدات الجوفاء؛ مع شطط و قمع السلطات لهم.
معارضتنا تمتلك من عناصر قوّة الضغط اليوم ما لا حصر لها؛ لكنّها مهزومة و تولي الدبر بسيل من البيانات التي لا تغني من جوع و لا تردّ أبسط حقّ؛ و لو كنت طبيبها الخاص لعلّقت لها حقنة ماسكة عن الإسهال؛ حتى تشفيها منه.
فلماذا لا تعتصم معارضتنا من أجل إطلاق شيخها ولد غدّه؟.
ولماذا لا تعلن إستمرار فعاليات الأحتجاجات من أجل اطلاقه؟.
ولماذا لا يعتصم زعماءنا في بعض الدول الأجنبية؛ نعم في بعض الدول الأجنبية؛ أوّلا راحة لهم لأنّ أكثرهم لا يعرف إلا خمس نجوم؛ و ثانيا إحراجا للنظام في المحافل الدولية؟.
لكنّ معارضتنا لا تمتلك إلا بيانات محشوة بألفاظ لاكها كلّ أحد؛ لا تثير حماسا و لا تلوي مستبدا.
المنادات بمأمورية ثالثة في نظرنا لها عدة مقاصد من طرف النظام :
أوّلا إثارة المعارضة و تركها تتخبط في كيفية الردّ عليها؛ و دعوى النظام الرسمية التي يفحم بها المعارضة أنّ تلك تصريحات لا تمثّل إلا قناعة أصحابها.
ثانيا تهيئة الشارع و الرأي العام الوطني لما هو أكبر من التعديلات الدستورية؛ إلى أنقلاب في المؤسسة الدستورية تسمح بكلّ ما يشتهيه النظام من دون أن يحتاج لمشورة الشعب أو تزكية البرلمان.
ثالثا إلهاء الشارع و الراي العام و من وراء ذالك المعارضة عن المشاكل الحقيقية التي تهدد النظام؛ كأرتفاع الأسعار و تفشي البطالة و انتشار الرشوة.
غالي بن الصغير