ثاني من تواصل ينسحب؛الأسباب و الخلفيات
اعلن العمدة المساعد لبلدية عرفات بولاية نواكشوط الجنوبية أحمد باب ولد حدي انسحابه من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل، معلنا دعمه للتعديلات الدستورية.
وكان العمدة المنسحب عضوا في المكتب الوطني و عضوا في مجلس شوري حزب تواصل كما تراس حملة الحزب في عرفات في الانتخابات البلدية والنيابية الاخيرة.
هذا هو الأنسحاب الثاني من صفوف تواصل في أقلّ من أسبوع؛ و الضربة المفاجأة الثانية التي يفجّرها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؛ ولعلّ تسريبات ولد غدّه و انسحابات من نواصل هي المفاجآت التي وعد بها ولد عبد العزيز في بداية الحملة من ملّح.
هناك حقيقة مرّة نذكّر بها و هي أنّ الحزب الوحيد الذي يهابه النظام و يحسب له الف حساب هو حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية.
أمّا بقية الاحزاب إمّا شاخت و تثلّجت دماؤها و إمّا رتعت فيها المخابرات حتى النخاع؛ و صارت لا تملك من مواجهة النظام سوى بيانات
تصاغ بإحترافية؛ لا تهدد نظاما مستبدّا و لا تعين مظلوم.
هذا الحقيقة يشاركني فيها وزير الخارجية؛ فقد قال بالحرف الواحد في محاضرة سابقة:
إن المعسكر السياسي المعارض لهذه التعديلات الدستورية هو أساسا ((الإخوان المسلمون)) و حلفاؤهم، (بقايا) فترة الاستثناء، وقد أضعفتهم المشاكل الدبلوماسية التي تحدث في الشرق الاوسط بسبب شعاراتهم الإيديولوجية و أضعفتهم علي المستوى المالي أيضا .
ماذا تفهم من هذا الكلام سوى أنّ صاحب القرار في البلد لا يرى في معارضتنا على كثرة ألوانها و شعاراتها سوى هذا الطيف السياسي؛ و من عاداه ليس إلا حليفا لها لا يمثّل رقما صعبا بالنسبة للنظام.
وهنا يتكشف لك سبب الإستقالات من نواصل و نتوقّع المزيد و المزيد؛ و للنظام وسائله في الترغيب و الترهيب.
حملة حزب الأتحاد الآن هدفها الرئيسي الهجوم على أفراد تواصل ومحاولة سحبهم والاتجاه بهم إلى أيّ حزب آخر ولو كان حزب الشيطان؛ المهمّ أن يخرجوا من باب تواصل ولهم ما أرادوا.
أفراد تواصل معروفون بالثبات و عدم تولّي يوم الزحف؛ لكنّهم خلقهم الله من طينة البشر؛ يفتنون و يرغّبون و يخوّفون؛فيتقهقرون لكن عن كره وهم مؤمنون بحزبهم,