نص خطاب الرئيس في شهر رمضان بالنيابة
نحن هم الذين علّمنا السيسي كيف يأخذ الزمام وينقلب على رئيسه بهدوء وصمت ومن دون إراقة دماء أو شحن السجون بالبرآء؛لكن بسماحة وقهر وحوار وترغيب وترهيب كنّا بهم نركع من نشاء ونرفع به من نحابي ؛ لكن وللأسف كان تلميذي بليدا يسمع خالدا ويكتبه عمرو ويقرأه سعدا؛فانقلب على رئيسه وخان بلده وسفك دماء بني جلدته وزجّ بعلمائهم وقادتهم وكلّ خيّر من أبناء وطنه فكانت المقابر أرحم عليهم من تلميذي.
نحن هم الذين علّمنا العالم العربي أنّ حرية التعبير وانسجام النفس مع ربّها والعطف على المسكين والتواضع للضعيف أمور تحبب لك المواطن وتجذب عواطفه إليك حين تريد ولاءه؛وسبيل سلوك يؤمّن لك عرشك من دون الحاجة للسجون والشرطة والعساكر.
نحن هم الذين نعطي حرية التعبير لكلّ من هبّ ودبّ؛ ونمول الأحزاب السياسية الموالية منها والمعارضة؛والمنظمات الحقوفية العرناء منها والحكيمة أيضا؛الكلّ نمدّه ونوسع عليه في الحرية ونفسح له في الأبواق ؛لأنّنا نعرف أنّ الكبت يولّد الانفجار؛ويشعل الحريق؛ويهدم الجبال؛ويزيل العروش ولو كانت وراء حصن منيع.
هذا ديننا فصارت رعيتي على ديني؛ويشهد لي أختيار رئيس الصاحفة لهذا البلد من خلال إقتراع نزيه؛يشهد له بذالك القاصي و الداني؛وحياد الإدارة؛ومباركة الخصم المهزوم في أسرع وقت؛برهان ساطع على أنّ هؤلاء فهموا الدرس وكانوا على ديني.
وألتجاء أتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ومن قبلهم أهل الرماية التقليدية إلى القضاء يدلّ على أنّ الرعية تؤمن بأنّ البلد بخير يسوسه القانون ويسوده الحقّ؛ويتنكبه الخلل ويذلّ فيه الباطل.
بلدي بخير و شعبه ذكي وأنا معلم بارع؛و لو إستعانت بيّ العراق وتتلمذت عليّ لأطفأت لها حريق الدولة الإسلامية من دون طلقة نار كما فعلت في بلدي.
ولو أنّ المملكة العربية السعودية أخذت وردي لخرّت لها جبابرة اليمن من دون أن تحتاج إلى عاصفة حزم؛كما فعلت مع الحركات الجهادية في مالي.
ولو أنّ السيسي أستشارني ساعة لأعطيته أبجديات الوطنية والزعامة ومفاتيح القلوب لدى شعبه؛ولصار بين عشية وضحاها رئيسا للفقراء ورئيسا العمل الإسلامي؛وغسل يديه من دماء شعبه وعار أمته.
ولدعوت في كلّ اسحقاقات إنتخابية للحياد والشفافية؛و أعلن في كلّ فرصة سنحت لي بأنّني مؤمن بالتناوب السلمي على كرسي الرآسة.
لكن في نفس الوقت سوف أحضض على وزرائي بأن يكرروا دائما بأنّ النظام باق ولن يتغير أيّ شيئ من دون ذكري بالإسم والبيب تكفيه الإشارة.
فالمثقف يخاطب بالدستور والديمقراطية؛والعامي تكفيه القبيلة والفتاة؛ولكلّ مقام مقال لا أكثر.
نحن من دون الديمقراطية سوف نسير إلى الوراء؛أأمن بهذا أدين به.
والسلام عليكم.
ملاحظة: كلمة الوراء من كلمات الأضداد تدلّ على الأمام والخلف في نفس الوقت.
هذا نصّ الخطاب المقترح على سيد الرئيس في شهر رمضان المبارك